أمنيزيا
قصة ~ أمنيزيا
الكاتبة ~ سارة محمود ~ تكتب...
~~~~~~~~~~~~~~~
أمنيزيا
كلّما نظرتُ الى مرآتها ، رأت
ملامحُها تقفزُ من قلبها ، لتستقرَّ على زجاجها ،
فتضحك تارة وتبكي تارة أخرى.
تتشظى صورتها بين كلَّ دمعة حزينة، وبين أبيات قصيدة كئيبة.
تَمْتمات حزينة، تَعشق فَتْح الجروح القديمة؛ لتَنثر عليها الملح، وتُجدِّد الألَم
تحوط يدها وهي لا تدري أنها تطوقها،
فَطِنت لوجودها....وهي تلتف حول يدها... تثبتها بذلك السرير المغطى بتلك الملاءة البيضاء .
غيمة قاتمة تُلاحقها، وتُحاصرها، وتَحرمها من نور الشمس ودِفئها
تَحجب الوجود عنها، فلا ترى إلاَّ ما ترى وما تَسمح لها برؤيته.
نظرة حزينة ومَبتورة تَجعل أيام عمرها نُسَخًا متماثلة، مُكَرَّرة ومَملة، لوحة كئيبة وشاحبة.
خُطوط متنافرة ومُقلقة....تغطي عنها اكتمال الصورة
أو تذكر ماعلاقتها بهم...من هم ؟!
أفكارها تدور في دوَّامة من عدم الرضا والحسرة والندم على عصافير تلك الشجرة الهاربة.
صورة ذاتية، ألوانها باهتة، وشُخوصها مُضطربة...تتماوج يمينا وشمالا ...فوق وتحت ..إلى الامام ..إلى الخلف ،
تسأل نفسها :هل هذه هي صورتي الأصيلة، أو أني اعْتَدتُها حتى أضَعْتُ ضحكاتي القديمة، ونَسِيت سيرتي الأولى؟!
مستلقية هي خائفة من النوم تتقدم نحوها تلك النحيلة بثيابها البيضاء تقدم لها حبة الدواء .
تضعها تحت لسانها ...ماتلبث أن تبصقها بعد خروج النحيلة ذات الرداء الأبيض ،
خائفة هي ...
لأنها منذ زمن نائمة .
تقيدها غلالة بقائمة السرير ...تقف على عتبة الزمن من عشر سنوات ....توقف الزمان هناك لا تستطيع تجاوزه ...أو العودة إليه ....ووقع تلك الضربة لازال إلى الآن.
بقلم سارة محمود حكاية صمت
تعليقات
إرسال تعليق