زجاجات من شاطئ غزة
قصة ~ زجاجات من شاطئ غزة
الكاتب ~ علي لعويسي ~ يكتب...
~~~~~~~~~~~~~~~~~
زجاجات من شاطئ غزة
بينما كنت أتجول على شاطئ المتوسط بالساحل الشمالي المغربي، أثارت انتباهي قوارير زجاجية عائمة فوق الماء، ترسوا تباعا على الضفة يحبسها الرمل وهي تتدحرج عُنْوة كأن بها جان. اقتربت منها في توجس فلونها القاني يشبه الدماء. فتحت إحداها فخرج منها صياح المستغيثين: أيها العالم الظالم نحن شهداء غزة قد قبِلنا الله عنده ووجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فارحموا من بقي من أهالينا عل الله يكفر عنكم بعض تكالبكم وصمتكم.
بعدها فُتِحت كل الزجاجات تباعا وخرجت كل أصوات الاستغاثة مُدَوّية حتى سَقطتُ مغشيا علي، فلما عدت إلى نفسي بصرت بالجو سحابة سوداء تدور كالإعصار يخرج منها صوت واضح: نحن قادمون وإن ارتقينا اليوم سننزل غدا بجند لا قبل للظلم بهم.
فررت من الشاطئ كما نفر عادة ووليت الظهر لهذا الصراخ وهذا الكابوس أو هذا ماحسبته.
علي لعويسي
المغرب
تعليقات
إرسال تعليق