الصّمتُ الجريح
قصة ~ الصّمتُ الجريح
الكاتبة ~ سيليا بلقاسمي ~ تكتب...
««««««««««««««««««««
الصّمتُ الجريح
عاجل.. طقس مثلج ممطر وبرودة تصل"-0"..و أنا أتابع أحوال الطقس تراءت لي صور الأطفال يتدثّرون من صقيع الثلوج..تصطرخ الخيام غرقاً و غمرة السّيول..فتأتي العاصفة تعرّي سوأة عار العربان
أتراني أشاهد فيلما أم، مسرحية أبطالها أيتام الزمن الموجوع !! لا،بل جريمة إنسان في حق أطفال جذورهم العروبة..،سرقت منهم البراءة و أحلام الطفولة.. اغتالتهم أيادي الإجرام بصفقات خيانة السلام.. من أكون؟؟سألتُ جدتي:
هل أنا عربي؟
أه عفوا جدتي ، قد تذكرتُ فأنا سليل الخيام دون هوية..أجهضتني أمّي يوم القصف فلفظتني الحياة غريب الأوطان.. أقتات الجوع و شتات الدّيار..
و يُسدل ستار الهوان.. مهلا، مهلا نحن لسنا أطفالا،، إننا عبيد الدّيار أعدمَنا الترحال و غربة الحياة .. هل أتتك يوما أنسام الجليد تناجي هذا البليد.. هلاّ حدّثتني عن الخوان.. و كم أوقدتُ لك شموع المساء بزمهرير الجوع في عزلتي و ظلمة الشتاء..
أنا جائعٌ يا أمي و بردان..!! مهلا، مهلا.. أتراك سمعت النداء..؟
تباً ..كيف تدعوني كابوسا لابنك المدلل بأحلامه حتى يرانِ أتلوى و قسوة الثلج ..و أنا الغريق بأدمعي.. و كيف يزداد أنفي حمرة كحبة الكرز.. تحت المطر أنا.. رث الثوب..أكتب قصيدة ممزقة ترثي فجيعتي و كيف لفظتني الحياة غريبا بوطن تسومه الغربان ..
تنهّدت جدتي من أصقاع الخراب : لك رب السماء فحتما يهطل غيث الرحمان
و يُسدل الستار.. فإذا بي أستيقظ مرعوبا على وقع صراخ.. هــلـمّــوا... الــخـيـمـة تـحـتـرق..
فانقطعت الكهرباء...
🍂سيليا بلقاسمي🌹🌹
ارتجلتها منذ سنتين...تحياتي أصدقاء الحرف
تعليقات
إرسال تعليق