حمامة السلام



 ق.ق. ~ حمامة السلام 

الكاتب ~ عادل عبد الله تهامي ~ يكتب...

«««««««««««««««««««««««


          🐦حمامة السلام 🐦


كانت تتفتق كوردة رائعة الجمال ،تتقد يوما بعد يوم ،وكان هو أبا حنونا رائعا ..!!

تراقب علاقته بأمها،وتذم على شفتيها

وكحمامة سلام تتنقل من حضنه إلى

حضنها ..!!

صغيرة هي عن فهم معنى المعاناة ،

كلاهما واجما ، والابتسامة غائبة لولاها

هي القاسم المشترك تبعث في الحياة

الزوجية الرتيبة الحياة .

منذ كانت في المهد حتى مر العمر سريعا وأصبحت في عمر المراهقة تنام بينهما ، وتضمد جرحا غائرا في آن

واحد .. كساق حديدية تقربهما ؛فنقاط التماس من صنع أفكارها تتلاصق بأمها، وتحرص على دفء أبيها حتى بدا

شعاع الأمل في التدفق رويدا رويدا 

وأصبح يلقي الصباح على أمها، ويقبل

جبهتها عند مغادرة البيت ،وحين يعود

تقابله أمها بدفء وعاطفة جياشة ، كانت تبتسم ؛لأنها تدرك أنها رسول من كيوبيد  يرشق قلبيهما بسهم الحب الأفلاطوني .

بعد أن تفتحت كوردة أقحوان شعرت بنوع من الفتور في العلاقة بينهما من جديد ،راقبت من بعيد كما يفعل المفتش كولمبو في المسلسل الشهير،

وسارت وراء خيط رقيق ..عرفت أن 

زائرا غريبا حرك مشاعر أبيها وحرك 

عاطفته من جديد ، رأته كمراهق يندفع

بفعل غرائزه ، ويتناسى عامل الزمن وضعفه الجسدي ،وغزو الشيب ؛ فقابلت

جفوته لأمها بدموع منهمرة ،وجلست

بين ذراعيه معاتبة ، وقالت :  أحبك

وأحبها ؛فلا تخذلني ، وخاطبت فيه مشاعر الحب الرقيقة قائلة:

تذكر يا أبي أنها رفيقة عمرك  يوم 

كانت البدايات ، وعلا نحيبها وهي تجثو على ركبتيها قائلة:  كفاك تمردا

يا حبيبي ؛ فهي تستحق حبك وهي

في حالة ضعفها الجسدي، ومعاناتها

المرضية بفعل جيش الفيروسات الذي

هاجم كبدها ، وأردفت : يا أبي لا تقسو 

عليها ؛فلا زال قلبها ينبض بحبك 

رق قلبه ، وسكب دموعه فوق جبينها

وتحركت مشاعر الشفقة ، وقام معها

كطفل صغير ،وحين اقترب من سرير زوجته مد يده بدفء غاب لمدة عام

كامل ،ومسح رأسها الدافئ بفعل المرض

ومال ميلة عاشق متيم؛ ليقبل رأسها..

راقبت شفتيه ترتعدان ،سمعت كلمات

الاعتذار وكلمات حبه تخرج من قلب

يخفق : أحبك رفيقتي ،وحين مال نحو

رأسها؛  ليقبله كانت يدها لازالت ممسكة

بيده تشعر بخفوت النبض وتسرب البرودة ، وتعجبت سكونه فوق أمها المريضة .. حركته لكنه أبى ،صرخت

حتى تحلقوا حولها ،استمعت لصوت الطبيب يصدمها في سعادة كانت وشيكة ، وقلادة كانت تتمنى ارتدائها

كحمامة سلام منذ المهد ، كانت كلمات

الطبيب تجعل صراخها يشتد ،ودموعها تنهمر كنهر فاض به الكيل وهو يصرح 

بحرفيته المعتادة:  أبوك مات ..!!


عادل عبد الله تهامي السيد علي

مصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع