المسحراتي



 قصة ~ المسحراتي 

الكاتبة ~ وفاء عبد الحفيظ ~ تكتب...

«««««««««««««««««««««

المسحراتي

كلما جاء اليوم الذي ينعش فيه  الذاكرة، تتولد في نفسه، مشاعر متباينة، تتزاحم في رحلته الشاردة ، الذكريات التي خطرت بباله، على الفور تتحجر الدموع وتقف على أطراف الرموش، حتى تسقط واحدة نافرة عن الجميع، وتتسرب إلى نفسه بعد أن بسط رجليه واستحالت قدميه أن تنثني ، ثم يهبّ مستندا خلفه بمنضدة، عندما بدأ يمارس هوايته المحببة لديه أن يهل الشهر الفضيل وسرعان  ما تتبادر لذهنة الطبلة والمدق، يذهب إلى مكان وضعهما، في كراكيب المنزل في غرفة مهجورة يجلس بجانبها الفانوس الكبير، وهكذا يمسك بها ويظل يدور ويدور، بفرحة تملا كيانة وكل مشاعره فجأة، يرقص وتأخذه حالة نشوة،  لا تبرحه، حتى تأتي أول ليلة، يتناول الطبلة والمدق ويخرج على الفور للحي الذي نقطن فيه، حتى صارت كأنها مهنة رغم أن والده أخبره ألا ينال عنها أجرًا، لكن حب الناس له كانوا يصرون عليه أن ينال عطيتهم، لكن  دوام  الحال من المحال، لم تدم عليه النشوة حين يهل رمضان بل على العكس تماما،   أبت الأحزان أن يمارس ما أحبه، بعدما صار بقدم واحدة بعد أن فقد إحدى ساقيه إثر حادث، عندما كان يلف في الأحياء بطبلته كعادته وسيارة مليئة بالشباب أتت بأقصى سرعتها وصدمته،

وفاء عبد الحفيظ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع