مقاومة

 ق.ق ~ مقاومة

الكاتب ~ عادل عبد الله تهامي ~ يكتب...

««««««««««««««««««««««««

           ♦مقاومة♦

علاقة الأرنب بالعشب أزلية ،إنها حالة عشق لا يدانيها غرام قيس بليلى ،ولا هيام روميو بجولييت،وحتى جسارة عنتر وإحضاره النياق الحمر من أرض النعمان لم تشفع له وكاد حلمه بالارتباط بحبيبته عبلة يتحول لضرب من الخيال.

   سيف عنتر وحده الذي حرره من العبودية وأتاح له الزواج من عبلة ..! 

هو لا يملك القوة ،ولايملك الخطط ،هو مجرد أرنب حباه الله نعمة الأسنان الحادة ،والسرعة الفائقة عندما يتعرض للخطر ..!

له طريقان يؤمنان حياته :

إما فك أسره بقرض القيود ،أو إطلاق ساقيه للريح هروبا من مطارديه .

 مصير الأرنب بات غامضا لاختفاء العشب ،وليس لديه جحرا يختبئ فيه 

من مطارديه ، ولم يهتد لخطط للهجرة 

ففي الأرض البعيدة من ينتظر قدومه ؛ليذبحه ،ويقدمه على مائدة اللئام ..!

هل يطلق ساقيه للريح دون تحديد وجهة محددة؟!

 ربما يكون هذا حلا للحفاظ على حياته ، ولكن هل يضيع جهد سنوات، ويسلم بيده الأرض لمغتصبيها، لازال الأرنب صامدا ويبدو أمام الجميع أنه أقوى من الذئب ،والخنزير ، وعبدة البقر ..

لديه قناعة بأن النصر الساحق بات قريبا

وبأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا 

حفر له نفقا تحت الأرض ،وحدد موعدا للخروج؛ لتحري الأمر ونصب الشباك لأعدائه .

مارس هوايته في الركض وأوقع عدوه في حيرة  حين اختفى بصورة مفاجئة

،وحين تراءت له الفرصة قضم ما يتاح له من رؤوس أعدائه .

كان المطر جزاء سعيه ،فنبتت الأعشاب

وخرجت الجزور التي غابت في جوف الأرض من فترات سابقة؛ لتحقق له رغبة طالما حلم بها لاشباع معدة خاوية

وجسد متهالك .

أصاب أعداءه اليأس ، وتقهقروا تاركين للأرنب حياة  ناعمة في فضاء رحب

وسط مروج خضراء ،يخرج صغاره 

آمنين سعداء ، ويجلس هو بعد عناء 

يراقص زوجته التي كانت سنده وعونه.

عادل عبد الله تهامي السيد علي

مصر