أمي سمينة



 قصة ~ أمي سمينة

الكاتبة ~ نجوى حسيب ~ تكتب...

««««««««««««««««««

(أمي سمينة)

.

أنا مريم أو مريوم كما تحب أن تناديني أمي،

كنت دومًا فائقة بالمدرسة،

وأحصد المراكز الأولى بجدارة،

وسر تفوقي هو متابعة أمي لي،

ومعاونتي في الدراسة،

ولذلك قررت معلمتي اختياري ضمن الطالبات الفائقات و المنمقات النظيفات، وتكريم أمي يوم عيد الأم،

وهذا  يعني حضورها إلى المدرسة والاحتفال معنا، 

كنت في قمة سعادتي وهي تجلس على أريكتها 

منهمكة بسعادة  غامرة في صنع فستان جديد لي ليكون مناسبًا

للاحتفال،

اختارت له اللون الأبيض ودبجته بزهورٍ متعددة  الألوان،

كما صنعت لي إكليلا من الزهور الملونة،

وكنت يوم الحفل مثل أميرة متوجة خرجت لتوها من بستان للورود اليانعة،

وعندما رآني  الجميع بدأوا يسألونني: 

من أين لك هذا  الفستان الجميل، 

وكنت أرد بزهو وفرحة: 

هو من صنع أمي ،

وبدأت القاعة  تمتلأ بالمدعويين،

وكنت أراقب كل دقيقة  من خلف الستار قدوم أمي،

وفجأة بدأت صديقاتي يتهامسن ويضحكن وترامى إلى مسمعي كلمة (أم مريم سمينة)،

نظرت من خلف الستار فوجدت  أمي وقد جلست  قِبالتي،

نظرت إليها  بحزن وأنا أرى  باقي الأمهات نحيفات وأمي سمينة،

جاءت صديقتي نور وقالت:

جاءت أمك يامريم،

ولكن  لا أعرف كيف

وقتها أصابني الاحراج وشعرت بالخذلان، 

وجلست صامتة،

وكنت أراقب

زميلاتي  وهن يتندرن على أمي، حتى سمعت احدى الطالبات  تقول:

سوف تحصل أم مريم  على مقعدين، 

فاندفعت البنات يضحكن،

وانفجرت أنا باكية،

وبدأ الحفل والموسيقى 

ثم حان وقت التكريم،

وهنا وقفت معلمتي تنادي على الأسماء،

وكل طالبة تجري  وتحتضن أمها،

ثم وجدت معلمتي تذكر اسمي ومعه استدعاء للأم الفنانة أم مريم،

وهنا صفق كل من بالقاعة،

ووجدت المعلمة تقول أم مريم ستكرم اليوم أكثر  من مرة، 

لنظافة مريم وتفوقها، وجمال فستانها وأناقتها،

فصعدت أمي للمنصة وذهبت إليها ووقفت بجانبها ولكن لم احتضنها مخافة أن يضحك مني الزميلات،

وكنت أتمنى إنهاء اللقاء بسرعة،

ولكن المعلمات والناظرة بدأن سؤال أمي عن فستاني الرائع  وتاجي  الباهر،

وبدأت أمي تشرح لهن أنها تصنعه من خيوط  وأقمشة ولكن الأجمل تصنعه من حبها لي،

وأردفت بأنها  فخورة بي وأني  أستحق أكثر من هذا،

وهنا صفق الجميع وبدأت  البنات تلتفت لجمال الفستان،

وجمال روح الأم  الجميلة   الحنونة،

وهنا احتضنت أمي وأنا فخورة  بها، وكانت تخفي  دموعها التي انحدرت على وجهها الملائكي، وكم  بدت  في عيني أجمل أم  في الوجود،

وعادت ثقتي  بنفسي حينما التفت حولها الأمهات لتصنع لبناتهن أثواب جميلة  مثل  ثوبي،

وافقت  أمي ثم قالت لي: 

ستكونين  دائما مميزة،

فكلما صنعت لهن ثوب سأصنع لك الأجمل، وضحكت وضحكت أمي وحملت شهادة التقدير وأنا  أقفز من الفرحة لأني  انا مريم ابنة  أم مريم....

بقلمي

نجوي حسيب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع