عدالة أولاد الذوات
ق.ق. ~ عدالة أولاد الذوات
الكاتب ~ عادل عبد الله تهامي ~ يكتب..
««««««««««««««««««««««
"عدالة أولاد الذوات "
بنت الأكرمين جميلة ،ترفل بثوبها الفضفاض كغصن البان ، وهو رغم نبوغه لازال ابن الرعاع .
نظراتها تغريه على نسج قصة الحب ،
وكلامها المعسول يجعله يتجرأ .
خط قلمه قصائد العشق وطوت كلماته
ورقة صغيرة دسها في كتابها .
أعادت له الكتاب وفيه كلمات المودة،
فأصبحت قصته حقيقة .
كان والده ينزع جلبابه؛ ليبقى بسروال يستر جسده يعزق بفأسه أرض حديقتها وينثر بذور الورود ، و يرويها بعرقه الندي .
يقترب أحمد من والده ، يلثم يده بود
و يطلب مصروفه ، فيخرج الوالد بقدمين يغوصان في وحل الأرض ، ويجفف يده من الطين بأوراق الشجر ، و يدسها في جيب جلبابه، فيخرج القروش المعدودة ويناولها لابنه.
يتحاشى أحمد رؤية علاء متجنبا لسانه
السليط حين ينعت والده بفلاح .
لا يرى في الكلمة عيبا و لكنه يستنكر طريقة ذكرها ، يعتصر قلبه الألم و لكنه يجد في منى سلواه .
تستقبله شقيقته صابرين بمحبة و تظل بين ذراعيه وديعة ، فبينهما خمسة أعوام كاملة .
قرأت صابرين كلمات منى لشقيقها ،
و تناست الفروق الكبيرة .
حين قابلت علاء تأثرت بمعسول كلامه
وانجذبت لوده .
جلست صابرين بجانب علاء بسيارته
الفارهة ، و غاصت يداها في يديه .
شاهدت تغير أسلوبه مع والدها ، لم
يعد ينعته بفلاح ، وتوسمت حبه النبيل .
كانت ترقبه من خلف شجرة تعزل بيتها عن الطريق الرئيس لعزبة الباشا .
وكان يقترب حتى يأخذها بعيدا عن العيون .
بثها الحب و الشوق فذابت بين ذراعيه
حتى غاب وعيها ..!
وتركها تعض أصابع الندم ،وتحبس دموعها .
تغير حديثه ، وعاد لغطرسته .
حين وقعت خطابات أحمد في يد علاء
أقام الدنيا و لم يقعدها ،و جلس مع والده يحيك خطة طرد أحمد و أسرته بعيدا عن العزبة، يذكره بأن ابن الجنايني يكتب خطابات الغرام لشقيقته فيموج الباشا غضبا .
كانت صابرين تخفي دموعها ،وتعيش مأساتها وحيدة تخشى من قادم الأيام وافتضاح أمرها.
بعد أن فقدت تاج عزتها في لحظة طيش .
عادل عبد الله تهامي السيد علي
مصر
تعليقات
إرسال تعليق