بطة ولكن
ق . ق ~ بطة ولكن
الكاتبة ~ عايدة ناشد باسيلي ~ تكتب..
«««««««««««««««««««««
بطة ولكن ...
مستقبل زوجي المهني، ومستقبل حياتي الزوجية يتوقفان على هذه البطة السمينة التي قبعت أمامي في المطبخ منتفخة الصدر والأجناب متعالية علي وعلى الدجاجات التي أجيد تحميرها.
_ الريس بيحب صينية البط، ومعاها صينية الرقاق والملوخية والمحشي، الأكل الماسخ بيضايقوا، والأكلة الدسمة تعجبه ويوافق معاها على أي طلب. حتعرفي تطبخي وإلا أكلم بنت خالي تحضر وتساعدك؟
ألقى هذه الكلمات على أذني ودخل لينام. فالزيارة كان موعدها بعد ظهر الغد. البيه بيهددني بابنة خاله العانس التي تجيد الطبخ، وبالطبع سيلقي باللوم كله عليّ إذا لم يرض عنه رئيسه وأعطى رئاسة فرع الشركة لزميله ومنافسه. رحمك الله يا أمي، كان معك الحق كله، تَعلُّم الطبخ أحيانا يتفوق على شهادات الجامعات، وهؤلاء الرجال أمخاخهم في معدتهم. بحثت في كل صديقاتي عن واحدة تساعدني بخبرتها. صرخت إحداهن في أذني عبر الهاتف
_ بطلي عياط يا هبلة. النت حيخليكي شيف درجة أولى. امشي مع أي وصفة خطوة خطوة.
كيف تاهت عني هذه الفكرة وأنا أمضي يومي كله على النت لأتابع أحدث صيحات الموضة ووصفات التجميل. عملت بنصيحة صديقتي والتزمت بالقناة التي دلتني عليها حتى لا أشتت نفسي في اختلاف الوصفات. بدأت العمل ليلا. وفي اليوم التالي قبل موعد حضور رئيس زوجي كنت قد وضعت على المائدة صنوفا من الأطعمة الدسمة التي لم أتخيل يوما أنني قد أعد واحدة منها. فوجئت به يقلب عينيه في المائدة ويصرخ في وجهي بعد أن أغلق الهاتف:
ما فيش حاجة واحدة خفيفة؟ يعني الراجل حيقضيها رز وفراخ؟ أنا غلطان علشان صدقت الندل اللي عايز يوقعني مع الريس
_ مش فاهمة
_ الريس طلع تعبان وبيكره الأكل الدسم.
مازلت أضحك وأنا أتذكر مع صديقتي حال زوجي الذي بدا مرتبكا وهو يستقبل رئيسه. وهي تؤكد على كلامي وتقول لي
_ آه.. كان شكل ركبه بتخبط في بعض وهو بيبص للأكل ويبص له. بس أنت عملت حبة أكل دخلوا دماغي جامد
إنها صديقتي الجديدة التي لا يستطيع زوجها أن يكسر لها كلمة، والتي لا ترفض لي طلب أبدا منذ أن بدأت صداقتنا يوم حضورها مع زوجها الذي عين زوجي رئيسا للفرع ثم اختاره نائبا شخصيا له.
عايدة ناشد باسيلي
عضو اتحاد كتاب مصر
تعليقات
إرسال تعليق