الوعد
ق . ق~ الوعد
الكاتبة ~ عايدة ناشد باسيلي ~ تكتب...
««««««««««««««««««««««
الوعد ..
تنتظره منذ سنوات عديدة.. وعدها عدة مرات أنه عائد قريبا، كل مرة يختلق لنفسه مشكلة جديدة عليه أن يحلها قبل الرجوع.
لم تعد تحتمل المزيد من المماطلة، رفضت كل من تقدم يطلب يدها، تقترب الآن من مرحلة الندم، يجب عليها أن تتخذ القرار سريعا، والدتها تُضيّق عليها السؤال، نصحتها كثيرا، اليوم عليها أن ترد على طلب الشاب الأربعيني الذي ينتظر موافقتها.
تخطت عمر الخامسة والثلاثين بشهور، قضت منها عشر سنوات كاملة أسيرة لوعود الشاب الوسيم الذي أحبته وبادلها الحب، ضِيق ذات اليد أجبره على أن يسافر إلى إحدى البلدان الأوربية بطريق غير شرعي، ووعدها أنه متى استقر به الحال، بعد بضع سنوات لن تتعدى أصابع كف اليد، سيعود ليتزوجها.
كانت الساعة تشير إلى الخامسة، حين وقفت أمام المرآة تصلح من زينتها، أحست باهتزاز هاتفها النقال، ليعلن وجود اتصال، إنه حبيبها الغائب، لقد مر على آخر اتصال منه أسبوع كامل، حاولت عدة مرات من قبل الاتصال به، ولم يرد عليها، أرسلت له عشرات الرسائل الإلكترونية، كان يراها، ولا تجد منه أي رد.
تركت الهاتف مكانه وخرجت من حجرتها، اتجهت إلى حجرة الضيوف، ما إن تخطت باب الحجرة حتى رأت العريس، الذي وافقت بالأمس عليه، يقف مبتسما لها، بادلته الابتسام، دخلت من خلفها وداد ابنة مربيتها، تحمل صينية فضية، سمعت والدتها تقول:
بنتي الدكتورة شهد
أسرعت والدة العريس في إطلاق زغرودة هزت أرجاء الحجرة.. دقائق قليلة وكان جرس باب الشقة يدق، أشارت وداد لوالدة شهد، خرجت لها، سلمتها ورقة صغيرة، كُتب عليها:
"باقة الورد محظوظة لأنها ستراك قبلي.. انتظريني ووالدي الليلة في السابعة مساء".
عايدة ناشد باسيلي
عضو اتحاد كتاب مصر
تعليقات
إرسال تعليق