تمرد
ق.ق ~ تمرد
الكاتبة ~ فاطمة موسى وجي ~ تكتب...
««««««««««««««««««««««
تمرد
في قرية نائية، وسط سكون يخنق الكون، راحت حروفي تبحث عن ضالتها، صارت تحلق مثل الفراشات في الفضاء الفارغ. لم يجذبها الضوء بقدر ما فتنها الصمت. راقبتها من بعيد، تائهة كانت في غياهب بلا عنوان. كم أخاف عليها من جمر يحرق أجنحتها الفتية، أو ريح عاتية تبعثرها أكثر وتبعدها عني بأميال وأميال.
أ تراها تبحث عن منارة؟ أو مرفأ تحط فيه أثقالها؟؟
لا بد لها من مرشد، لا يمكن أن تظل هكذا وتذعن للضياع، هي بحاجة لقائد يجيد رص صفوفها من جديد، لا، بل يلزمها فنان يعيد رسمها في منظر متناسق مرتب، يؤلف بين ألوانها في لوحة فنية بديعة. لكنني لست فنانا، وما أنا بقائد، ما السبيل إلى استعادة أحرفي في إشراقتها الكاملة؟؟؟؟
كان من الخطأ وضعها في زوايا النسيان، لأن الحروف تهوى الملاحة، تفضل الإبحار في سراديب النفس قبل اللغة. ومن اعتاد النور لا يمكن أن يحتمل العتمة بأي حال من الأحوال.
سأعزف لها لحنا يكسر صمت الظلام، من يدري؟ قد تأتيني راقصة على نغماته، حينها فقط سأحتفي بها من جديد وأنسج لها من حرير الزمن أبهى الثياب.
فاطمة موسى وجى-المغرب
تعليقات
إرسال تعليق