تفاصيل



 قصة ~ تفاصيل 

الكاتبة ~ رويده الترك ~ تكتب...

«««««««««««««««««

تفاصيل

بعد وصول رسالته التي تحمل  أثقالًا من الدموع الهارمة، بعد انقطاع طويل .....!

قراءتها ، قضمت شفتيها حائرة، وأسدلت أجفانها كاتمة.. 

تنهدت، و لقفت القلم والأوراق، وكتبت بعزلة عابثة:...!!!

وبخط أسود عريض...  

عزيزي ذكرني بك حزيران ونسماته الحارقة ، كبرت وتغيرت ملامحي العاشقة كأشواك الصبار البارزة ،حيث الشمس تسدل شعرها الذهبي على الحياة الفارقة،  وبيوت الطين القديمة التي تتساقط عنها رائحة الطابون، وعرق الأجداد ووصية  واحدة، وعريش العنب الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعد إجهاضه لولادة جاهدة، للرياح التي تفضفض سرها لأشجار التين العملاقة المخضرة القاتمة ، اغتابت بنحت أسماء العاشقين المولعة....

ألم أقل لك !!؟ بأنها تلاشت تحت يد حطاب ... ما أمهره!!

بقيت الجذور صامدة ، خير من أيادي هادمة ، اقتلعت واغتصبت أعشاش طيورٍ مجاورة، تستلذ بألم الفراق مهاجرة ، وكانت ديارنا عامرة، برياحين أصبحت ذابلة، .. لا حبر يشفي ندوب روحي الغاسقة ، لا ذاكرة.. آه..من تلك الماكرة ، تطرق أبوابًا مغلقة لأيام ذاكرة ، عاهدتها بأن لا أتطرق لها وكنت لعهدي ناكثة، أكتبها بين طيات دفاتري العاتبة، أقصوصة ماضية ، لخطايا ثابتة ، ترتدي ثوب البراءة العارية ، ورسائل جاهرة ، تحتسي مرارة الغربة والغرابة جامدة ، بانتظار ردٍ على ورقة بيضاء أو سوداء حتى لو كانت كاذبة، يا ليتها كانت عاجلة....

إلى اللقاء يا حبي الأوحد ، يا أنفاسي المفارقة ، وعيوني الساهرة ، يا كل الأماكن والفصول السائدة،  كن بخير.   وأنا على العهد باقية ، حتى لو أجدلت شعري وتسابق البياض عليه كارهه ، ضمد جراحك فهي حياة واحدة ، وأغلق كتاب الذكريات وأنا لك آمرة.. وأصدقني القول !!

هل كان حبنا نزوة عابرة ؟؟!

أغلقتها بدموع جامرة ، بغصة وشهقات متتالية...ووضعتها في صندوق البريد ، و حاملها جنازته قائمة.. تركت هناك سائرة..أيام وسنين كانت وما تزال عاجلة .. !

رويده الترك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع