خمار- كمال مناع عيسي.

 



خمار
أبرقت بجملة بصرية من وراء النقاب؛ خفتها ، عيناها عسليتان، كنا نقف متجاورين بالقطار، همست مرغما:
_إما أن تبتعدي وإما أن ترفعي النقاب.
في الواقع أنا كنت مأخوذا بجمال عينيها وأيضا لا أتعدى على حريتها، ردت:إما أن تبتعد أو أطلب الشرطة.
ابتسمت: هكذا الرجال لكني غريب مثلك.
_كن رجلا فأنا غريبة مثلك.
لم أزد حرفا وانتظرت المحطة القادمة بفارغ صبر حيث وجهتي وشاءت الأقدار أن تكون وجهتها أيضاً، عبرنا خارج محطة المترو متباعدين ولسوء حظها أوقفها البوليس بتهمة النقاب كما هو معروف في العجوزة باريس ووجدتني أقف إلى جوارها وأسحب عنها النقاب وأقول للبوليس:
_إنها صديقتي ونحن في طريقنا إلى حفل تنكري.
وابتسم ذلك الشرطي وانسحب في أدب مبالغ فيه وطلب منا أن نستمتع بوقتنا وكرر اعتذاره بينما مضينا متجاورين حتى ابتعدنا وهي تتحدث بين الشكر لي واللعنة على باريس المقيتة ذات
الحريات.
تبادلنا أرقام الهواتف وافترقنا وفي الليل طلبتها بالهاتف رد رجل قال إنه زوجها وشكرني على واجبي.
أدركت أن باريس مدينة ترغمنا على أشياء كثيرة وتسرق من المرء أشياء كثيرة.
بقلمي /كمال مناع عيسي عيسي.
طرابلس ليبيا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع