اختطاف



 قصة ~ اختطاف 

الكاتب ~ د. نبراس سالم ~ يكتب..

«««««««««««««««««««

اختطاف 


صفعتهُ، بكل ما استطعت من قوة، حتى بانت آثار خدوش أضافري على خديه، كيف يجرؤ ويناديني بغير اسم، حتى لو كان غريبا عني، ومهما كانت العواقب.

متأكدة بأنها مجرد اشتباه، لا أملك ما يستحق ليخطفوني، بسببه، حتى زوجي موظف بسيط في الدولة، وراتبه الشهري يكفينا لنصفه فقط.

يدخل الغرفة كل يوم، هذا الحقير، يُمثل أمامي دور البراءة، والحرص عليّ، يجلب الطعام، ويصرّ عليَّ تناوله، يهتم بنظافة ملابسي، أعلم برغبته الحيوانية نحوي، لكن هيهات، إحساسه بالخوف يمنعه، أقابله بالصفعات والركلات، كلما تقدم نحوي، لا أستطيع السيطرة على نفسي، كلما أراه.

الغرفة قذرة مثل صاحبها، تفوح منها رائحة البول، والغائط يلتصق بدشداشتي، يقوم بتنظيف جسمي وملابسي وغطاء الفراش، كل يوم، أجبرني على ارتداء الحفاظات، يا لوقاحته.

كم مرة حاولت الهرب، لا أستطيع الجري، آلام الركبتين تمنعني من الاستمرار، يقبض عليّ، في منتصف الطريق، مجبرة أعود، حتى أقفلوا الباب بوجهي، ليمنعونني من تكرارها.

أشعر بحزن كبير. تمضي الأيام وليس هناك خبر منهم، آه، عتبي على زوجي وأولادي، تركوني، مع هؤلاء، يا حسرتي، لم أحسن تربيتهم، لم يبحثوا عني؟، لم يبلغوا الشرطة!؟

المسكينة ابنتي الصغيرة مَنْ لها الآن؟، ستموت من الجوع، لا أحد سيهتم، رضعتْ أم لا، سيتركها زوجي، كالعادة، يترك كل مهام البيت على رأسي، ويذهب إلى العمل.

- افتحوا الباب، أريد الخروج، هل تسمعونني، أطلقوا سراحي من هنا.

- كفى بالله عليك، كفى، ارأفي بحالك وبحالنا، يداك تنزف، وشعرك يتساقط من النتف.

تنفسي على مهلك واسترخي، لا تنزعجي، أقسم لك، سنفعل كل ما ترغبينه.

- لا أرتجي منكم شيئاً، أريد فقط العودة إلى بيتي، أطفالي بحاجة إليّ، سيعود زوجي من العمل، ولن يجد طعامه جاهزا، عصبي المزاج هو، والله لو يعلم مكانكم لقطعكم إربا.

- يا أمي، والدي توفى منذ سنوات، اطمئني، أختي في بيت زوجها مع أطفالها، اهدئي أرجوك.

- ابني؟، ابني ما زال في المدرسة، ساعة خطفي إلى هنا، كنا نراجع معاً الواجبات المدرسية.

- نعم، أنتِ على حق، رئيس العصابة يقول إذا تناولتْ طعامها، ستعود إلى بيتها.

- كل مرة تقول لي نفس الكلام، يا كذاب. 


د. نبراس سالم

العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع