رسالة محارب - سيليا بلقاسمي

 

 

رسالة محارب

كتب لخطيبته رسالة قال فيها : رويدة العزيزة ، لا أعرف أنّ القدر قد يضطّرنا أن نرحل دون اللقاء
و نفلت باليد التي ألفنا ودّها التي بها أشدّ أحزاني و فرح الأيّام
ها قد أتى اليوم ليصيبني بما أصابني
لا أعرف كيف أقهرتنا الحرب و كسرتنا كسرا فلم يسلم منها لا الشجر ولا الناس كذلك الدّواب
عزيزتي أجهل إن كنت ستقرئين وداعي
فقد حملت أقراحي و تعب الرّحيل لهذه النهاية
بعدما قصف المحتل بيتنا توفي أبي و إخوتي ، كل شيء تدمّر ظللت أنا شاهد على مأساتي و كلّ الدّمار
رويدة الحبيبة: لا تبكي أرجوك و إياك و غصّة القلب أن أكون خذلتك إنما أريد لك السلام و الأمان فإني مطلوب لدى العدوّ لذلك لا أحبّذ لك ألوان العذاب و الخوف
إنني اليوم أشبه بقلب لا ينبض ،كشجرة اجتثوها من جذورها بعد أن أرغمونا على النّزوح
يريدون نزع الحياة منا ثم الإلقاء بنا للموت
اغتصبوا أرضنا و فرضوا علينا الاخلاء قد قصفوا كل الحياة فأصابها العطب
كل يوم نفقد فيه عشرات الأطفال حتى أصبح دم و كرامة نساءنا مستباح
أخبرك أنني لم أفلت يدي جبنا مني إنما لأحميك من وطيس الأيام خسرت كل شيء أهلي و بيتي و حتى قلبي
لا أعرف أين مأواي ولا مأمني لذلك تركتك عند أهلك و كل دعواتي
اعلمي أنني سأنضَمّ للمقاومين ربما أنتقم و لو قليلا لهذا الوطن الغالي
ادعيلي بالشهادة و إن فرّقتنا الحياة!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع