المسؤول
ق.ق ~ المسؤول
الكاتب ~ عادل عبد الله تهامي ~ يكتب...
«««««««««««««««««««««
"المسؤول"
لم ترتعد فرائسه،ولم يهتز عندما واجهه
القاضي بالاتهام ،وصاغ الادعاء التهمة
بصورة جعلت كل من في القاعة ينظرون نحوه بشذر ،وعيونهم تنفث الشرر...!
خلف أسوار حديدية ،ظلت القيود تكبله على غير العادة.
أشار الادعاء إلى الحادث بكلمة الإنسانية
ووصم الكلمة بالضياع..!
حدجه بعين غاضبة وصرخ بصوت الرعد قائلا:
تتكلم عن الإنسانية الآن ،أين كانت إنسانيتكم عندما وضعتوني وأهلي في خانة المنبوذين ،وحرمتم علينا الدخول لمطاعمكم، والتعليم في مدارسكم، وركوب وسائل النقل العامة..!
ما هي تهمتي سيادة القاضي ؟!
ما فعلته أبسط حقوقي ،أليس في قانونكم أن الأجر مقابل العمل ؟!
طلبت أجري فقط ،فماطلتم في إرسال
الحوالة البريدية..!
نظر القاضي نحوه بغضب قائلا:
لقد قتلته مع سبق الإصرار ، إنه قائد من
قادة الدولة وليس نكرة مثلك ،لا قيمة له تركته ولديك القدرة على إنقاذه .
هدأ من روعه قليلا ثم صاغ جملته حتى يوجز كل شيء قائلا:
هو و هم و الكثيرون يراقبون موتنا بالآلاف ولا يحركون ساكنا ،فقط نحتاج
كسرة خبز تبقينا على قيد الحياة ، وتضنون بها علينا ،تطعمون كلابكم وقططكم وتتجاهلوننا وكأننا من عالم آخر..!
تجهم وجه القاضي وساد القاعة الصمت
قرأ الادعاء ماورد ب "صحيفة ديكان هيرالد" الهندية".
وأنصت الجميع بدهشة ؛ أن أصدقاء الغريق، وهو نائب مدير إدارة الصحة في إحدى الولايات الهندية، طلبوا المساعدة من غواص كان موجوداً عند ضفة النهر لإنقاذه، ولكن الأخير طلب الحصول على عشرة آلاف روبية (حوالي مئة وتسعة عشر دولارا) ،ثم صمت قليلا وأردف قائلا :
أولاً، وقبل أن يقفز في النهر..!
قال المتهم بلغة واثقة وما العيب فيما فعلته أليس أبسط حقوقي؟!
أشار القاضي بيد مرتعشة نحوه ليصمت
فأكمل الإدعاء سرد ما ورد بالجريدة الشهيرة....
وانتظر حتى وصول الحوالة البنكية عبر الانترنت، وبعدها غطس في النهر، ولكن بعد فوات الأوان..
هاج المتهم وماج صائحا :
غطست وراءه ولكنه مات ،فعلت ما يستوجبه علي عملي لكن الموت كان
أسرع مني وقتله،لست قاتلا سيادة القاضي..!
قال القاضي وهو يستعيد رباطة جأشه
قائلا:
اختفى المسؤول الصحي في الماء وغرق بشكل مأساوي!!
لولا رعونتك وطمعك لكان على قيد الحياة.
صمت المتهم ،وعلت الهمهمات ،وحجز القاضي القضية للحكم..!
عادل عبد الله تهامي السيد علي
مصر
تعليقات
إرسال تعليق