طُيورُ الجَنّة
قصة ~ طُيورُ الجَنّة
الكاتبة ~ سيليا بلقاسمي ~ تكتب...
«««««««««««««««««««
طُيورُ الجَنّة
ذاتَ شتاءٍ باردٍ رافقتُ أمّي لِلجارة، قبلَ أن نغادر لبّستني مِعطفي البنفسجي كانت حَريصة على سلامتي مِن البردِ
كانت خَطواتها هادئة تُردّد بعض الأدعية لا أكاد أسمعها
حين وَصلنا لِدار الجَارة رأيتُ عندها الكَثير من النّساء
ألقت أمّي التّحية بعدها توجهت نحو جارتنا أمسكت أمي يدها ثم تعانقتا بشدة
قالت لها: هي من طُيور الجَنّة
بعدها التفتت إليّ أجلستني بِجانبها لم أستوعب نظراتها لي و دمعها لا ينقطع
سألتها ،يا خالة أين سهى؟ لا أراها بالبيت !
تبسّمت دون تخلي الدّمع عنها
سهى قد رحلت هناك بعيدا أنها أصبحت من طُيور الجنة
كيف ؟!
أخذني كلامها لأفق الخيال أراها بأجنحة الطّير هل يتحوّل الأطفال؟!
في هذه الأثناء أبعدتني أمي و هي تتأسف لها ممّا حدث مني
سحبتني من تلك الجموع إلى ساحة البيت دون أن تسحب أفكاري عن تساؤلاتي
نَبّهَتني بعدم العودة للدّاخل و عدم ذكر اسم سهى أمام والدتها
كنت أرى ملامح أمي حزينة و هي تحدثني
بقيت أنتظر خروج أمي و الأسئلة لا تفارقني بالبحث عن سهى رفيقتي
حطّ عُصفورٌ جميلٌ على غُصن شجرة الياسمين بَلّل المطر ريشه الناّعم مُغرّد بصوت المطر حينها صرخت بفرح أنادي سهى
عادت رفيقتي
ركضت إليّ أمّي و جارتنا كانت تنظر هنا و هناك تنادي صغيرتي أين أنتِ؟ ثم جلست تبكي تحت هطول المطر
أمي قد جاءت سهى فقد رأيت الآن طيرا جميلا حطّ هنا بحديقة البيت
ألم تخبروني أن أصبحت طيرا من طيور الجنة ؟
اعتذرت أمي ثانية من الجارة ثم وَدّعَتها كما وَعدتها بزيارة أخرى
غادرنا و أمي كانت حزينة جدا
طلبت منها السّماح
لا عليك يا بُنيّتي فالخطأ ليس خطأك
لما وصلنا لبيتنا جلست أمي تحكي معي تشرح لي
يا عزيزتي، إننا نولَد أنقياء كصفحة بيضاء ناصعة كذلك الصغار أمثال سهى رحمها الله مسكنها هو الجنة لأن الله رفع الحكم عن الأطفال الصغار ( رُفِع القلم عن ثلاث
عن النائم حتى يستيقظ و عن الصّغير حتى يبلغ..)
لذلك سهى هي طير من طيور الجنة
شكرا يا أمي على هذه المعلومة
الآن فهمت ..
إذن كم طيور بالجنة ففي كل يوم أطفال غزة تسمو بأجنحتها للجنة !!؟
سيليا بلقاسمي
تعليقات
إرسال تعليق