فراق شتوي



 قصة ~ فراق شتوي 

الكاتبة ~ د . ندى مأمون إبراهيم ~ تكتب...

«««««««««««««««««««««««

فراق شتوي


روزنامة التواريخ تتساقط أمامي، كل يوم وكأنه الخريف .


الفصول تتشابه ...


كان شتاءً عقيما بما يكفي ، حرمني متعة النظر إلى سقوط الثلوج ،ومتعة انتظارك .


لا ثلوج هذا الشتاء ، هكذا يقول موظف الأرصاد الممل،

ولا أمل في عودتك...هكذا يقول قلبي.


موظفو هيئة الأرصاد يكذبون أحيانا .


كذبوا علينا قبل أيام ،أنذرونا بهطول مطر كثيف، والمطر لم ينزل!! ...


على الأرجح كانوا يخططون لتخفيف الزحام المروري ذلك اليوم .


هم خبثاء ....أنا أعلم .


لكن قلبي لا يكذب ،قلبي نقي لا يعرف الخبث ، ولا يعبث مثل ما يفعل موظفي الأرصاد.

يدق بشكل أعرفه ، كلما زارني نذير فراق بلا عودة .


وأنت محتال...


لم تكن موجودا في المدينة ،أوراقك و جهاز الحاسوب خاصتك ، يحتضنان طاولتي منذ عامين .


يومها ، خرجت في نزهة قصيرة ، لتهدأ من الشجار...لكنك لم تعد ،كنت تخطط للهرب منذ البداية.


انتظرت رجوعك ولو لمرة واحدة، حتى أهديك صكوك الغفران ، أو هكذا ظننت .


يبدو ألا مغفرة ولا ذكريات قوية بيننا..


عجيب أمري...


 لماذا أقف منذ ساعات، متحملة صقيع البرد، لأنظر من خلف النافذة -كما البلهاء- في انتظار عودتك ؟!! ، وانتظار سقوط بضع من نثرات الثلج، حتى أتهكم بها على موظفي الأرصاد.


ربما تمنيت هذه المرة أن يخطئ قلبي .


لماذا هو شديد الدقة؟!

أريد مراوغته...أن انتصر ولو لمرة واحدة في التهكم عليه ،لكنه لا يفعلها.


أنت لن تأتي ...وقلبي لا يكذب.


تبا لصدقه الدائم .


*******************************

ذات شتاء ممل .

*الكاتبة د. ندى مأمون إبراهيم 2025

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع