سلوان
ق.ق. ~ سلوان
الكاتب ~ عادل عبد الله تهامي ~ يكتب..
«««««««««««««««««««««
( سلوان )
رآه على حافة النافذة .. لاحظ عدم قدرته على الطيران ، وشعر بخوفه.
وضعه في راحة يده و مسد فوق رأسه
بحنان .
تساءل : لماذا لا يغرد ؟!
تمنى أن يقرأ لغة العيون حين رمق نظرته الكسيرة..!
يشعر بخفقان قلبه، وارتعاد جسده خوفا .. امتلأ قلبه حزنا ،فحاول مرارا بث شعور الأمان .
أحضر الحب .. تذكر أنه كان يغدو
خماصا و يعود بطانا .. ظن أن ذلك سيسعده .. يدهشه أنه لم يقترب ..!
تمتم عن حكايا سليمان الحكيم والهدهد.
بصوت هامس قال:
كاد يذبحه لولا أنه أتى بخبر يقين ...!
نظر نحوه و قلبه يمتلئ عطفا قائلا:
لست سليمان و لا أدري كيف أشعرك بالأمان .
ابتعد خطوات، وترك النافذة مفتوحة
.. ترك له حرية القرار .
اقترب من الطعام ونقر بسعادة ،بينما
هو في زاوية تتيح له الرؤية ، تذكر حين تجشأ أنه غفل عن توفير الماء لضيفه ..أحضر طبقا صغيرا وقربه منه. تعجب توقفه عن التقاط الحب، فابتعد . أسعده أنه يشرب بطمانينة.. اقترب بحذر .. بسط يده .. وطأها طائعا، كان ينتشي بسعادة .. سمع تغريده للمرة الأولى ، وهم برفع جناحيه .. ضرب بهما الهواء ..خمن لغة الامتنان ، مسد فوق جسده الصغير ، وتحسس جناحيه.. هاله الدماء المتخثرة و الجرح القطعي.. تقمص دور الطبيب ، ومارس طقوس العلاج .. لفت نظره استسلامه لأنامله.
حين انبلج فجر يوم جديد وضعه على
حافة النافذة ، وجده يضرب بجناحيه الهواء بحماس ، راقب طيرانه في السماء وقلبه يهفو إلى عودته .
عادل عبد الله تهامي السيد علي
مصر
تعليقات
إرسال تعليق