في المسرح



 ق.ق ~ في المسرح 

الكاتبة ~ فاطمة موسى وجى ~ تكتب...

«««««««««««««««««««««

في المسرح

 

فُتِح الستار على مشهد جريمة شنعاء. قام الحاكم متوجسا، يبحث عن المجرم والضحية، وكالعادة، أخرج نفسه من منصة الاتهام.

استدعى كل مشتبه في أمره، ليبدأ التحقيق فيقيم العدل ويُحِقّ الحق.

 

قال البهلوان:

أنا المرِح دوما، أرسم البسمة على شفاه الجميع، ألوّن سماءهم بهجة، فهل كانت البسمة يوما قتلا؟!

 

قال الحكواتي:

أنا السِّفْر العتيق، أنفض التراب عن تاريخ الأجداد، وأزرع الأمل بذورا في قلوب الأحفاد، فهل سمعتم يوما بحكواتي قتل أو أباد؟؟؟

 

قال الساقي:

أنا ابن الليل، أمنح الدفء لكل من أنهكته الكوابيس وأسافر به في سراديب الحلم، أقتل الوقت وأنا البريء من القتل.

 

قالت الراقصة:

أنا الحالمة الناعمة، والجميع يقتات من فتات قصائدي الخافتة، كيف لي أن أقتل وأنا من يمنح الأجساد والعقول حياة؟!

 

قال القناص:

أنا الهادئ ابن السكون، أطارد الظلام والضوء، لأعود قبيل الفجر صفر اليدين، حاملا أسفي وندمي، فهل تجدني قاتلا وأنا من أضاع السلاح؟؟؟

 

قال الفارس:

أنا حارس هذا المضمار وأشهر سيفي في وجه كل طغيان فكيف أكون عليه معينا؟!

 

قال الناسك:

أنا الورِع ابن الزهد، أسكن محرابي وتسكنني الطاعات، كيف أقتل وأنا لا أجيد إلا العبادة؟؟

 

استمع الحاكم للجميع فأعلن أن الجريمة "قتل للحقيقة"

أقرّ الحاكم بجريمة "الستار"، ثم نطق بالحكم:

حُكِم على الجاني "الستار" أن يسدل ويصمت لسنوات.

رفعت الجلسة


فاطمة موسى وجى-المغرب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع