.....أنا عام الألفين
الكاتبة/ انسام الحسيني / تكتب
🌾🌾🌾🌾🌾🌾🌾🌾🌾
أنا عام الألفين والعشرين
أَطلَّت غُيوم الحزنِ في
عهدي على أناسٍ وخلقٍ كثير
أمطَرَتْهُم بِوابلٍ منَ الخَيْباتِ
ولم يَنْجُ كبيرٌ أو صغير
صَنَعَتْ سِياجًا
وقعَ الكُلُّ فيهِ أسير
أوبئةٌ ثائرَة
جراحٌ غائرَة
نفوسٌ فاقٍدَة
تَنْتظِرُ البشير
أنا زمنٌ لكل هذا وغيرِهِ الكثير
حَاسَبُوني حاكَمُوني وقلبي حَسير
أتيتَ علينا بالويلِ
بالفقدِ والأمرِ الخطير
أَدْميتَ قلوبَنا
والأمرُ غيرُ يسير
ماذا نقولُ، فالشرُّ فيكَ شهير
ضاقتْ نفسي
أيَّ ذنبٍ جنيتُ؟
فليسَ لي في الأمر قليلٌ أو كثير
اتَّهموني بالجنايةِ
والأمرُ جَدٌّ عسير
حين ولادتي فرِحوا
واستقبلوني بالشموعِ والصَّفير
بزغاريدَ كتغريدِ العصافير
بِتَهانٍ بعامِ خيرٍ مُنير
فرِحتُ واستبشرتُ كبطلٍ نِحرير
هلَّلتُ كبَّرتُ
مع أن غيري من السنينَ نذير
حسِبْتُ المُقامَ خيرًا
فأتيتُ وأنا المِعْطير
أنشرُ شذايَ على الكونِ
فرِحًا بالحبِّ الكبير
تَقلَّبّ الحالُ وأنا في العمرِ صغير
تبدَّلَ الوضعُ والأمرُ جَدٌّ مرير
بالأمسِ كنتُ مُدَلَّلًا
فأصبحتُ المتَّهمَ بسوءِ التدبير
اُصدُقوني
أيَّ ذنبٍ جنيتُ؟
أَيَّ جُرمٍ اقْترفتُ
وأنا في المهدِ صغير؟!!!
حُوسِبْتُ بلا خطأٍ منِّي أو جَريرة
وكأنِّي مُتَصرِّفٌ سُمحَ لهُ بالتغيير
تَوَهَّمْتُم أنفسَكمْ ضحايا لِعامي
وتَمنَّيْتُمْ ليَ التَّهجير
جَهِلْتُمْ خبرَ النَّبِيِّ: لا تَسُبُّوا الدهرَ
فليسَ مِنْ جريرةٍ والكُلُّ خبير
نسيتُم أنَّكمْ جناةٌ
فما اقْتَرَفتموهُ جمٌّ غفير
قَتْلٌ ونَهْبٌ وسَلْبٌ
وأخطاءُ اللسانِ تَضِير
ما لكم ترفُضون العقابَ
وتَصِفون عهديَ بالمرير؟!!!
مالكم تُنكِرون الحسابَ
وتُحيلون السِّبابَ عليَّ وأنا الفقير؟!!!
تَعُدُّون الدقائق والثواني
لدفني، لإسدالِ الستارِ دون وداعٍ
كما اسْتَقْبلتُموني بالصفير
صدري منكم هائجٌ
جُرحي منكم غائرٌ
ألا من مُرتِّقٍ دونَ تقصير؟
أنسيتُمْ مائي وقمحي؟!!!
أنسيتُمْ خبزي والفطير؟!!!
إنِّي راحلٌ لا محالةَ
مُتَمنِّيًا حُسْنَ التقدير
سأرحلُ ويأتيكم بنو أبي
فهلَّا أحسنتم التذكير
سأرحلُ باسماً راجيًا توبتَكُم
مِن كلِّ ذنبٍ هيِّنٍ أو خطير
داعيًا زوالَ وباءٍ
واستقرار َأمنٍ إليهِ الأمورُ تصير
بقلمي /أنسام الحسيني
31/12/2020
تعليقات
إرسال تعليق