♤♤♤ ( رعب كلاسيكي) ♤♤♤







الأديب/ رعد الإمارة/ يكتب

( رعب كلاسيكي) 

 عابر سبيل ( رعب كلاسيكي) 


١  (مفاجأة) 


 كنت في الصف الأول، طفلاً لا أفقه شيئا لا من الدراسة ولا من أمور الدنيا، لا أعرف ماكان سؤال المعلم حينها، لكني أتذكّرْ أنه جَذبَ أذني بقوة، راحَ يديرها بين أصابعه حتى احمرّتْ وبَكيتْ! في البيت وعند المساء شكوتُ أمره لأمي، حتى أني أريتها أذني المُحَمّرة، الذي حَدثْ أنها صَفَعتهُ أمامي، كان خالي!!.


٢   (حدث ذات يوم ) 


 كنتُ أضع يدي على كتفها ونحنُ نَسير على الجسر العائم حين اصفّرَ وجهها وأخذتْ ترتجفْ، أوقفتها وسألتها إن كانت تشكو من مرضٍ ما! قالتْ وهي تتابع بعينيها السيارة التي حاذتنا واختفتْ :

_لا، لست مريضة، لكنه أخي من كان يجلس بجوار السائق، لن تعرف أي نظرة صَوّبها إليّ.

_هل سيضربك؟. 

_بالتأكيد سيفعلْ، لكن المشكلة ليستْ هنا، المشكلة أن أخي هذا ميتْ منذ أكثر من سنة! . تَسمرّتُ في مكاني وقد َعلتْ ملامحي دهشة عجيبة ، التفتُ إليها، لم تكن موجودة!!.


٣  (عالم آخر)


  لم يعدْ أبي من رحلته الأخيرة في صيد السمك، لم تكن تلك عادته، لقد مضى المساء الأول، ثم تلاه مساء آخر كئيبْ ولعينْ مثل سابقه، لكن ضحكة أبي الكبيرة لم تعد ُتزّينْ الدار كما السابق! أخبرني خالي لاحقاً كوني الإبن الكبير لهذه العائلة، أخبرني وهو يؤكد على مخارج الحروف بطريقة مضحكة، قال:

_أظن أنَّ والدك اختطفته جنية، هكذا يقول أغلب أهل القرية! إنه لن يعود، لن تسمح له، الآن على الأقل! عليك فقط أن لا تخبر أمك. طبعاً لم أخبر أمي، ليس خوفاً عليها، لكن خوفاً من انتقام الجنّية! ارتدتْ أمي ثوبا أسود في وقت لاحق، وكذلك فعلتْ شقيقاتي الصغيرات، مَرّتْ الأيام والشهور بصورة سريعة، أصبحتُ رجل البيت الأوحد، حاولت خلالها أن أعيد ضحكات أبي الكبيرة! ثم حدث شيء ، كانت النافذة مفتوحة، في واحد من مساءات الصيف الحارة، سمعتُ حفيفاً في البداية، ثم صوت لضحكة طفولية قصيرة، حاولت طرد جيوش النعاس عن عيني، آه، ثمة شبح لطيف يدور مع المروحة، راح يُحدّقَ في بعيون كبيرة تشبه عيوني، سحقاً! هل يكون أخي؟ هذا الجني الصغير.


بقلم /رعد الإمارة /العراق/بغداد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنَّى لي بعِمَامةِ أبي

الحمل الوديع

أشواك للبيع