المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2022

هزيمة

صورة
 قصة ~ هزيمة الكاتبة ~ رويده الترك ~ تكتب .... ~~~~~~~~~~~~~~~ هزيمة  بعد تردد كبير ، كتبت لها تشاطرها خذلانها من حب أحمق  . لا بأس عزيزتي.. لم تكن المرة الأولى والأخيرة التي نخذل، نتألم، ونصدم..ونصبر ...ونسامح ونتأذى..ونذبل ...ونبكي.. فنحن بقايا من ذكريات هشة ، أنتهت قبل زمن عميق ، ضحايا منتصف الطريق ، وقصة لم تكتمل ، وصفعة مميزة ختمت طويلاً على أيامنا، ضحايا لصدمات أتتنا على غفلة، لنبقى غرباء الألفة،  نتوه في أعصار كلمة ، ونشيخ بوسط الأعذار الكاذبة ، فنحن بقايا كبرياء ؛ نحتكر بنون النسوة . رويده الترك.

أوراق

صورة
  قصة ~ أوراق  الكاتبة ~ ليلى عبدلاوي ~ تكتب.. ~~~~~~~~~~~~~ أوراق يئس من أن تبتسم له الحياة يومًا، ما كان سيغادر البيت في هذا الجو القاتم ، ضيق في النفس مريع، يداه ترتجفان، الرياح تلفح وجهه وعنقه في قسوة، لعن حظه وهو يتذكر ما آل اليه اصدقاؤه القدامى من جاه وسيادة ومنصب، لكنه اعترف بينه وبين نفسه كيف كانوا يسهرون الليالي في التحصيل في الوقت الذي كان فيه يصول ويجول مزهوًا بمراهقة خالية من أي حسيب أو رقيب، بعدما توفي والده تاركًا مصيره لأم مريضة لا حول لها ولا قوة... حياته دروب متشعبة شائكة، لكن المتاهات العادية لا توصل في نهاياتها إلى أي مكان..  تراءى له جاره عباس يسير في الاتجاه المعاكس، شخص نكود كثير الشكوى. سيوقفه ليقاسمه هموما هو في غنى عنها، يحاصره التعب بمجرد تخيل الامر، مرق بسرعة من عطفة على اليمين. سيمشي مسافة أطول لكنه سيتفادى موجات طاقة سوداء. عتمة ، نفق لا نهاية له ، ما عادت الدنيا تصفو لأحد، أمواج عاتية، اعصار لا يدع مجالا للنجاة.   هكذا كانت نفسه تحدثه وهو يسير باتجاه محطة الترام، أيام متشابهة، ونمط من عيش يتكرر؛ استيقاظ من النوم على صوت منبه كريه ال...

كان يقف

صورة
  قصة ~ كان يقف  الكاتب ~ محمد بن الحاج ~ يكتب... ~~~~~~~~~~~~~~ كان يقف على الرصيف في انتظار قدوم الحافلة.الحرارة على أشدها يلهب لظاها جلده....كان يتابع سير السيارات المارة أمامه محدقا ،وعلى ملامحه علامات استعطاف عسى ان يرأف لحاله احد العابرين فينقذه مما يلاقيه من جلد اللهيب... مرت أمامه سيارة فارهة امسكت بمقودها غجرية حسناء...تابع مرورها وهي تبتعد .ولما غابت عن ناظريه.حول بصره الى حذائه المتبسم العطن...فارتسمت على شفتيه اللتين استحالتا الى زرقة قاتمة بمفعول ادمانه تدخين السجائر الرخيصة،وغمغم في نجواه لاعنا أخاه واقسم ان لن يعيره حذاءه ابدا...فهو سيارته الفارهة... محمد بن الحاج جوان 2022 

ويشهد القمر !

صورة
  قصة ~ ويشهد  القمر  ! الكاتب ~ د . عمر لشكر ~ يكتب... ~~~~~~~~~~~~~ ويشهد  القمر  ! الفصل الثالث . دعوت المدير والأستاذ أحمد للغداء ، فاعتذر المدير بلطف وانصرف بعد أن دعا لنا بالتوفيق وحسن الانسجام . ولو استجاب للدعوة لفضحت ووقع الحرج  ، لأن ما أعددته للغداء لا يصلح طعاما للقرى وحسن الضيافة . عدس يابس وبصيلات مقطعة بلا خبز . وأين الخبز في هذا الجبل البعيد ؟ أين الأسواق والمحلات التجارية  و " الفرارين " ؟ طبق من عدس يبلع بلا مضغ لإسكات فورة الجوع ، وهو طبق لا يمكن تصنيفه إلا من أطعمة الفقر والمجاعة والبؤس . هو في تاريخه قديم  ، ورد ذكره في المصادر التاريخية منذ عصور ما قبل التاريخ . عرف عند الفراعنة ، وذكر في الكتب السماوية المقدسة كما في سورة البقرة من القرآن . هو لحم الفقراء عند معظم الشعوب ... ساعدت الأستاذ أحمد على إدخال أمتعته إلى البيت الذي أسكنه بجوار القسمين الذين تتكون منهما المدرسة . هيأت له فراشا للنوم والاستراحة مما توفر عندي من حصير وأغطية ، ثم تقاسمنا ذلك الطبق من العدس الأسود اليابس . في الثانية بعد الظهر ، التحقت بالقسم وتركت الأس...

النرجسية

صورة
  قصة ~ النرجسية  الكاتب ~ عبد الفتاح الطياري ~ يكتب. . ~~~~~~~~~~~~~~~ النرجسية  الجزء الأول التقينا صدفة في معرض الكتاب بالعاصمة التونسية... أهداني قهوة و وَجَدنا فِي سَمَرِنا مَجَالاً لِتَذَاكُرِ ذِكْرَيَاتنا، وطال الحديث حتى وصلنا إلى الزواج والأبناء...  فخالجني بما يقلقه... -- زواجي كان كذبة أنا الذي أقسمت أن أبقى عازبا أزلي سقطت في وعاء الطبق العائلي... وتزوجت لأملك نصف ديني حسب ذوقهم... فهمت بعد عناء السنين أن النساء يغرهم الثناء... ضحكة واحدة ونظرة حالمة وكلمة مجاملة وها هي تتغير بعصاة ساحرة ضحية وممثلة... هي تحاول إقناع جميع مٓن من حولها بصدقها على الرغم من كذبها... كانت لعبتها... دورها تقَبّضَ أهواء من يحبها... في تنقلاتها إثارة... نظراتها تثقب المحيط يمينا ويسارا. التجوال معها إهانة... كانت حب حياته ومصباح طريقه... وفجأة من نومه تيقّظ... فيبدأ أنه قد نام وحلم وأحب... واتضح له بعد ألفة، أنه أمام مخلوقة جديدة ماكرة لا تملك من مشاعر أو احترام لأي شخص آخر... يحدث ذلك لإحساسها الدائم بتفوقها وأحقّيتها بكل مجالات الحياة، حيث ترى بشكل ما أنه يتوجب على الآخرين أن ...

نفذ الرصيد

صورة
  خاطرة ~ نفذ الرصيد  الكاتبة ~ نجوى حسيب ~ تكتب.. ~~~~~~~~~~~~  (نفذ الرصيد) كانت تجلس فى غرفتها فى أحد الأركان ملتفة على نفسها وكأنها تحتضنها وتواسيها......  دموعها تتساقط فتبلل قدميها معلنة أن هذة المرأة اُسْتنزفت تماما بحيث لم يعد لديها مقاومة  كانت تتحدث مع نفسها تلومها .... كان عليها أن تستمع لقلبها و تغادر سريعا منذ الانقباضة الأولى.... عند أول لقاء بينهما  ولا تتجاهل علامات ورسائل ساقها الله إليها... كان عليها ألا تجازف وتؤذي قلبها بعد أن عانت فى شفائه من أحزانها....... والآن بعد ماحل بها...  جلست محتارة كيف لها أن تتجاوز ماحدث ومن أين تأتى بطاقة أخرى لذلك ...... رن هاتفها لمحت عليه رسالة ليس بها إلا كلمة واحدة آسف انتفضت والتقطت الهاتف لترد مسرعة.... ولكن كيف والإهانة التى تعرضت لها؟....  وهى فى قمة سعادتها به..... كيف وهى التى لم تستطع أن ترد عليه ولو بكلمة.... قالها لها بكل جرأة لست المرأة التى أريدها.....  أهدر أنوثتها تحت مسمي الصراحة التى هى فى الأصل إسفاف وتحقير ... مزق أحاسيس انتظرتها طويلاً.. مسحت دموعها التقطت هاتفها كانت تك...

إختيار

صورة
 قصة ~ إختيار الكاتب ~ :عادل عبدالله تهامى~ يكتب . ~~~~~~~~~~~~~~~~~ إختيار                 **/** مثلنا كان له عينان وشفتان  ولسانا وأذنان وأنفا مثل النبقة عاش بهم عمرا طويلا فى كومباوند  بأحد الأحياء الشهيرة أصبح له شقة فسيحة وضع فيها تحويشة العمر  من عادة جامع القمامة المرور على كل شقق الكومباوند  لفت نظره عدم وجود كيس القمامة   تابع لأكثر من شهر  دفعه الفضول للسؤال   عندما دق جرس الباب  وجد أمامه رجلا طاعنا في السن أشيب الشعر هزيل الهيئة عرف أنه خادم لدى السيد  تعجب من رد الخادم   سيده لايأكل إلا ورق الشجر ولايشرب إلا عصيرها عند المضغ  فاجأه الخادم بأن سيده فقد البصر وتلاشى سمعه حتى أصبح هو ذراعه التى يستند عليها حين سأله عن وسيلة التعامل أخبره الخادم عن طريقة برايل للمكفوفين دخل الخادم لثوان ثم خرج يتأبطه السيد   كان وجه السيد بدرا وقوامه ممشوقا كالغزال وعيناه كعيون المها ومحياه كأنه القمر  لم يصدق جامع القمامة أن السيد فقد كل حواسه إلا عندما تحدث معه بطريقة العميان  كا...

مفاجأة

صورة
  قصة ~ مفاجاة  الكاتب ~ يحيى سنوسي ~ يكتب... ~~~~~~~~~~~~~~ مفاجأة        أكيد ستمسكني من شعري اللولبي وتنتفه شعرة شعرة وتمسح بجسمي رصيف الطريق المغبر أمام زبائن الدكان الذين ينتظرون دورهم في قضاء حوائجهم. هذا ما ذهب إليه تفكيري منذ الوهلة الأولى منذ ان اعترضت طريقي هي ومرافقتها وملآ علي كل زوايا الإفلات ان فكرت في الفرار من قبضتهما. طريقة وقوفها المنتصب وذراعاها العاريان ولباسها الصيفي الخفيف سيسهلان عليها حركة أطرافها في الشد والجذب والنتف والمسح والرفس وستختم المشهد بالبصق في وجهي.       كل زبناء الحانوت يعرفونني. صاحبه كذلك. الجالسون بجانب الباب على الكراسي والصناديق الفارغة للمشروبات الغازية وهم يتناولون وجبات خفيفة سريعة التحضير كلهم يعرفونني. الفضيحة ستكون أكبر وستنتشر أكثر من الحي الذي ستقع فيه. وسيكون محتما علي تجنب المرور بهذا الشارع لعدة أشهر بل ربما لسنوات. شريط من الصور مر في رمشة عين في رأسي. امرأة استأجرت لها بيتا لعطلتها الصيفية وانخدعت بثمنه المرتفع وأثاثه الرث...امرأة ربطتني بابنتها علاقة غير شرعية...امرأة تشابهت لها.....

البوابة الكونية

صورة
  قصة ~ البوابة الكونية الكاتب ~ عبد الهادي عاصم ~ يكتب... ~~~~~~~~~~~~~~ البوابة الكونية "دلف الشابان سريعا داخل المعمل. أغلق أقصرُهما الباب وهو يتلفت حوله. وبعد أن اطمأن إلى أن أحدا لم يرهما، أشار إلى باب معدني ضخم بجانبه لوحة مفاتيح، وهو يبتسم. قال الآخر: - أهذه هي البوابة العالمية؟ - ‏اسمها البوابة الكونية! نعم هي، البروفيسور الذي أساعده قام بصنعها، وسيريني اليوم كيف تعمل. - ‏لكنه لا يبدو أكثر من مجرد باب معدني … أعني أنه لم يكن عليك تكبد كل هذا العناء، لتأتِ بي إلى هنا متخفيا فقط لأراه، كما أنك تعلم كم أخشى تلك الأشياء العلمية … أنا لا أفهمها. - أنا أيضا لا أعرف كيف تعمل، لكنني سأجربها الآن. أنهى كلمته ومد يده إلى الباب ليفتحه، فصرخ رفيقه والخوف يعتلي وجهه: - ‏انتظر! لا تفتح الباب، لا أحد يعرف ما الذي يمكن أن يحدث. - ‏لا تكن جبانا، هيا بنا! فتح الباب، فوجدا أمامهما فضاء واسعا؛ سماءً مرصعةً بالنجوم المتلألئة وأرضا زرقاء اللون وتبدو رخوة … صاح رفيقه بقلق وهو يزدرد لعابه: - هل هو كوكب في الفضاء! - أعتقد أنني فهمت؛ إن البوابة تعمل كمعبر بين الأرض وهذا الكوكب … يكفي هذا! سأغلق الب...

ذكرى

صورة
  قصة ~ ذكرى  الكاتب ~ أحمد مصري ~ يكتب.. ~~~~~~~~~~~~~ ذكرى :  هل أصبح ذكرك من الذكريات ياحبيبي ، مرت السنون ، ومضت الأيام ، ولكنك لازلت ماثلا أمام ناظري ، أحدثك وتحدثني ، مشافهة بعيدا عن الذكرى . مضيت كحلم يمضي وينقضي ، كما تنقضي الأحلام ، لكن لازلت لي أجمل ذكرى ، نعم أجمل ذكرى . أجلس وحيدا في غرفتي ، أقلب في ذاكرتي أياما مضت ، ولم تمض لازالت عالقة في الذكرى ، فأسبح وأهيم ، وأتنقل من ذكرى الى ذكرى . أبي وأمي إخوتي وأخواتي ربيع عمري ، زهرة شبابي غدوا ذكرى ، . في المهجر بعيدا ، بعيدا جدا عن مسرح الذكرى ، لكن الذاكرة لازالت تحمل أجمل ذكرى .  أبي من دكانه قادم ، من سفره الطويل عائد ، يحمل الهدايا مبتسما ، كذلك باتت ذكرى . أمي قائمة تصلي ، وتدعو الله أن يحفظ عائلتها لتبقى أجمل ذكرى .  عادل طبيب يداوي الجراح ، يحارب الألم ، يشفي السقم ، طير يغرد أشعارا جميلة ، بقواف ووزن غدا أيضا من الذكرى .  إني أذكرهم جميعا ، فهل لي غدا من يحمل الذكرى .  وطني أحبه كثيرا مزقوه دمروه ، فهل هو أيضا غدا من الذكرى . ....؟ المحامي أحمد مصري . 

عبث

صورة
 ق.ق.ج.~ عبث  الكاتب ~ ابو القاسم محمود ~ يكتب... ~~~~~~~~~~~~~~~ عبث: أمام الغياب المتكرر لرجال التعليم ،اعتمدت الادارة "التعليم عن بعد" !! لم يعد هاتفي في ملكيتي ، انتهكت خصوصيتي .. أجد أحيانا تفاعلات عبر قلوب تعددت ألوانها لم أقترفها ، لقد عبث الأبناء بمشاعري الالكترونية بعد نهاية الدرس.  -17يونيو2022 -أبوالقاسم محمود 

انتظار

صورة
  قصة ~ انتظار الكاتب ~ علي خميس الفردان ~ يكتب.. ~~~~~~~~~~~~~~~~ انتظار  جلست القرفصاء عند نهاية الزقاق كعادتها، متحملة صقيع الشتاء القارص، ترقب الطريق الطويل، وهي تمتم بشكل رتيب. علّ ابنها نهار يعود قبل طلوع الفجر. ومع أنه أدمن السّهر حتى وجه الصباح. إلا أنّها تحمدالله عندما يعود سالماً.  الليلة وقد غلبها نعاس الحمى،  مرّ بها ولم يكترث. أوصد بابه ونام.  علي خميس الفردان مملكة البحرين السبت ٢٦/٦/٢٠٢٢ 

ثبات

صورة
 قصة ~ ثبات  الكاتب ~ محمد راشد ~ يكتب.. ~~~~~~~~~~~~~ ثبات    ارتفعت وتيرتها  بعدائية ،تقهقرت منهزمة، آبت  تربت عليه بحنو لم تيأس وربما فعلت  احتضنته لترخي ذراعيها عنه   عاودت الكر.. ثائرة ،يائسة ومحبة، معاتبة وحاقدة   ...تناست  إنه شاهد قبر استسلام  كقارورة مياة فارغة تلقي به موجة ثمةتواسيه وهو مستكين  ابتلعته  ، لاكته بعنف استلذا بهمجيته ،انقذته شبكة صيد. تناغم  بدون تحية تناولا  القهوة ، تهامسا ، استرقا القبلات والأحضان ، ثملا..   تبادلا الصفع والضحكات .. تعاتبا  غافلا الجميع  تضاجعا بحب وحقد انجبا قصائد شعر ، لقاء عاشقين  زرعوا بينهما وشاة كألغام حرب ومن يومها كلما ضربت الموجة رمل الشاطئ  امتص مشاعرها وضحكتها ....معاركهما اليومية تناسلت احزان ذوي الجنود  . محمد راشد 

تطرف الأنا

صورة
  قصة ~ تطرف الأنا الكاتبة ~ سلوى الإدريسي ~ تكتب.. ~~~~~~~~~~~~~~ تطرف الأنا .. تقف وسط القاعة ، بكامل أناقتها  وزينتها،  تحمل "الميكرفون " تلقي التحية على الحاضرين ...يصفق الجميع دون استناء ، تبتسم لهم فيردون الإبتسامة بأحسن منها ... يغادر الجميع إلى حيث مقاصدهم ، كل ووجهته الخاصة وبيئته الحاضنة ، لكن الملفت في الأمر هو توافقهم الفكري ..مستعدون تماما لخوض   معاركهم الطاحنة ضد المرأة التي تخص ا نفعالاتهم الذكورية الخرقاء.. ..وتظل صاحبة "الميكروفون " الإستثناء الوحيد لكل معتقداتهم الراسخة ... ق.ق.ج سلوى الإدريسي 

ظل الروح

صورة
  قصة ~ ظل الروح  الكاتب ~ حسام الدين فكري ~ يكتب.. ~~~~~~~~~~~~ ظل الروح ــــــــــــــــــــــــ حدث كل شيء بسرعة. وجدنا الجُثَّة مُسَجَّاة في الزُقاق المُظلم قبيل الفجر. الشاب الفقيد في نحو الثلاثين من عمره المُنقضي. الدماء المُتخثرَّة على وجهه شاهت ملامحه. كُنَّا ثلاثة في طريق عودتنا من سهرتنا المُطولَّة على المقهى القريب. انكبَّ أحدنا على الجسد المُتكوّم فما وجد أثراً لحياة. لم نستطع أن نعرف هويَّته على وجه الدقَّة. انضمت إلينا في لحظات (أم أشرف) بائعة الخبز، و(أم فتحي) بائعة الخُضر. صاحت الأخيرة صيحة مُدويَّة من مقام الصبا مزَّقت السُكُون. في اللحظة التالية صرنا زهاء عشرين نفساً تتحلَّق حول الجثة. انطلق أحدنا إلى قسم الشرطة، وما لبث أن عاد برفقة ضابط وبضعة مجندين بعد ساعة كاملة. بعد ساعة أخرى، جاءت سيارة الإسعاف، حملت القتيل ويممت شطر مشرحة زينهم! في الأيَّام التالية انتابتنا جميعاً – نحن الثلاثة وبائعتي الخبز والخُضر – هلاوس ضبابية، ألقتنا في لُجَّة من غُيوم العقل. صرنا نرى القتيل في صحونا ومنامنا على السواء. في منامي رأيته لأوَّل مرَّة برداء أخضر ناضج اللون، تدثَّر به ...

ثقة

صورة
 ق.ق.ج.~ ثقة الكاتب ~ عمر عبد السلام ~ يكتب.. ~~~~~~~~~~~~ ثقة نبأته.. إنك من الخالدين طالما قلبك ميت فى جوفك، وإياك لو نبض فستكون من الهالكين، ففرح مهللاً بما نبأته به.... فإذا به بتلك العيون.. فكان الخبر اليقين.  عمر عبدالسلام 

قومي

صورة
 قصة ~ قومي  الكاتب ~ عمر عبد السلام ~ يكتب... ~~~~~~~~~~~~~ قومي أجبروني اعتذر على أفعال هم صانعوها، ولدت وهم بها يمتهنون، فلما فعلت فعلهم أجبروني على الأعتذار.  اعتذرت أمامهم وظنوا أنني رضيت بالهوان لضعفي، وإنما اعتذرت لنفسي لهوان قومي حيث استغلوا فقري.  يفعلون كل شيء حتى الموبقات وعندما يتوبوا يسوقوني للمقصلة لأعتذر، فاعتذر مجبرا حتى ينتشوا من قهري.  أنا الابن الضعيف الذي كلما ارادوا أن يتطهروا ألبسوني ثيابهم ولبسوا ثيابي.  أقاموا علي الحد قهرا وهم من يقام عليهم كل الحدود.  فقير أنا مجبراً يا قومي لأني وحدي... أنا اعتذر.  عمر عبدالسلام 

لقاء

صورة
  قصة ~ لقاء الكاتب ~ رحال لحسيني ~ يكتب.. ~~~~~~~~~~~~~~ لقاء   تشتاق لرجل كان يهوى أن يرى الهواء يداعب شعرها بلطف. يتظاهر بالنوم، يغمض عينيه ليتركها تتحرك في فضاء المنزل بحرية. بعد حروب أسرية طاحنة، انفصل قلبها عن روحها وعن جسدها الغث، واختفى شغبها المعتاد. آلمتها هجرته الطويلة، وزاد من وقع حدتها الفراق وغبن الجائحة. أمها ليست ابنته كي تشتاق إليه، أو ربما تشتاق في سرها... شاهدته من بعيد وسط الجموع. لم تشأ أن تذرف دمعها حين تلتقيه لأول مرة. صرختها المكتومة، في بوابة المطار، تثقل صدرها. عانقته بقوة ثم بهدوء وانهارت.. فقدت وعيها من التعب أو من صدمة لقاء تأخر كثيرا...! رحال لحسيني 26 يونيو 2022 

ويشهد القمر !

صورة
  قصة ~ ويشهد القمر  ! الكاتب ~ عمر لشكر ~ يكتب... ~~~~~~~~~~~ ويشهد القمر  ! الفصل الثاني . ليس من حظ هذه المدرسة المعلقة في الجبل  أن تزار . وليس من عادة أهل هذا البلد ربط التواصل مع المعلم وتتبع أحوال المدرسة والمدرس والتلاميذ . لقد غلبت الأمية على الجميع ، وأكثر السكان يشعرون بالكراهية الشديدة لهذه البناية الشيطانية التي تفسد أبناءهم ، تارة يصرحون بها ، وتارة يضمرون ما يحسون به من مشاعر سلبية إزاء كل ما هو تعليمي وتثقيفي عصري . وربما سمعوا هنا أو هناك بعض الفتاوى المتخلفة من أنصاف الفقهاء تحرم التعليم العصري ، وتعتبره مدخلا للضياع والفساد باعتبار مصدره النصراني والاستعماري . وهذه الكراهية تمتد إلى المعلم ، فقليلون جدا من ينظرون إليه بشيء من المودة والقبول . ولولا أن التعليم كان إجباريا بحكم القانون ، وكانت السلطة الإدارية والقيادية صارمة في تنفيذه ، لصارت المدرسة خلاء فارغا تنعق فيه الغربان . فكم من أب قدم رشاوي لأجل إعفاء أولاده من الدراسة ! وكم من أب فضل السجن والأعمال الشاقة على تسجيل أولاده في المدرسة ! آه ، كم  عانيت لأجل الاحتفاظ بهذا العدد القليل من ا...

رِحْلَةٌ إليَّ

صورة
 ق.ق.ج ~ رِحْلَةٌ إليَّ الكاتب ~ عبد الصمد الولد ~ يكتب... ~~~~~~~~~~~~~~~ رِحْلَةٌ إليَّ فجأة ، استسلم لواقعه المتكرر ، أغلق قلبه ونوافذه ، جمع مذكراته وقلمه ، وفي الاخير ، ترك الباب مفتوحا للهواء .. عبد الصمد الولد المغرب 

عزف

صورة
 ق.ق.ج.~ عزف  الكاتبة ~ جمانة درويش ~ تكتب... ~~~~~~~~~~~~~~ عزف تمايلت بين أصابعه كموجة ارتطمت بشواطئ الروح فارتدت متدفقة بأنفاسه  اتحدت ونايه السحري ملأ المكان فيضها راقص الريح  بكى المسرح جمانة درويش 

خدج

صورة
  قصة ~ خدج الكاتب ~ علاء العتابي ~ يكتب... ~~~~~~~~~~~~~ خدج……. قالت له وهي تتبع خطى سيدها وهو ويضع يده عليها ومصادرة حقوقها الموضعية بعد إن دحرجتها بيضاء في قن مسكنها: وضعت يديك بما ليس لك به من شأن؛ لك ريشنا ولنا حضانتها! أتظن برعايتك لنا إنك ملكت أَجِنَّةٌ إستمرارية حياتنا طيلة فترة بقائنا بزريبة مزرعتك! مازال فيض روحي يشارك نبض غشاء محهِ؛ أبني أقلب غرفته الهوائية من جنبًا إلى جنب؛ حتى أنعش رئتيه هواءٍ ؛يمر من بين ريش جناحي؛ كنسمة ريح تموز عشية ليلة ندية فواحة بقطرات ماء صعد من عبق تراب أرضها رقصة سنبلة رشيق خصرها؛ ترقص لوهج القمر وفي جنبيها جني بيدر حصادها! أرجعه لحضني، أنس به وحدة صومعتي، ازده حنية على كبر انحناء ظهري؛ يصلب بتحدب قشرتة ضعُف سنين عمري. يا سيدي مواقيت سهرنا توابيت تمشي بأحلام صبا كبر أيام صغارنا، نحبوا معا…. نلعب هنا…. نقفز سوى….. نمضي بخط من رسم سير قدرنا. علاء العتابي  الولايات المتحدة الاميركية 

الرحلة الأخيرة

صورة
 قصة ~ الرحلة الأخيرة الكاتبة ~ رومي الريس ~ تكتب... ~~~~~~~~~~~~~~~  الرحلة الأخيرة  أخيراً يعود إلى مسقط  رأسه بعد سنوات طويلة من الغربة  منذ كان شاباً في أواخر العشرينات حين خرج متوجها إلى ألمانيا للحصول على درجة الدكتوراه  شاب طموح ولديه أحلام كبيرة  يريد أن يحققها حين كان يتحدث مع علام زميله في الجامعة عن حلمه بالسفر إلى الخارج والعمل بإحدى الجامعات المعروفة في ألمانيا تلمع عيناه أثناء حديثه كنجمتين مضيئتين في ليلة حالكة السواد  و يكاد أن يحلق في السماء من السعادة  لم يصدق نفسه حين استدعاه رئيس القسم لإخباره باختياره للسفر لكن وقع الخبر كان مختلفاً على أمه حيث  استقبلت الخبر بالدموع الحارة فهو وحيدها وقرة عينيها وقالت له بصوت متهدج : كيف أعيش بدونك يا قرة عيني ؟ لن أستطيع إذا فارقتني فارقت روحي جسدي فأنت لي الروح  قبل يدها احتضنها بقوة   وبكي متأثراً بكلامها وقال لها وهو ينظر إلى عينيها : سأعود إليك بعد حصولي على الدكتوراه أعدك بذلك فأنا أيضا لا أستطيع أن أعيش بدونك يا أمي  وحين غادر أرض الوطن متوجهاً إلى ألمانيا...