المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2025

حذاء الوالي

صورة
  ق.ق ~ حذاء الوالي  الكاتب ~ بشير علالي ~ يكتب... ««««««««««««««««««« حذاء الوالي كان في سالف الزمان بلدة تُدعى "الواصلة"، وسميت كذلك لأنها لا تصل شيئًا بشيء، فلا الطرق تفضي إلى نهايات، ولا الأشغال تُنجز، ولا الأقوال تُترجم إلى أفعال. وفي هذه البلدة، اجتمع الناس ذات يوم على أمرهم فقالوا: "نريد من يقودنا، من يسير بنا إلى الرخاء، من يعرف الدرب ويُحسن الخطى." فما كان من اميرهم إلا أن عيَّن ابن خال صهره من الرضاعة، رجل يُدعى دحلان الكسلان، لم يُعرف له ماضٍ في الحِكمة، ولا أثر في الفِطنة، إلا أنه ذات يوم لبس حذاء الوالي السابق بعد ان أعجبه. كان الحذاء جلديًا فخمًا، صُنع لأقدام عظيمة، تمشي فتشق الأرض، ولكن قدم دحلان كانت ضئيلة، لا تملأ نصفه. ومع هذا، أصر أن ينتعله، يخرج به في الناس، ويمشي في الإدارات والدوائر والقرارات. ولكن ما إن خطا خطوة، حتى تعثر، وما إن تعثر حتى عرقل غيره، وما إن عرقلهم حتى توقف السير كله. فأراد العمال حفر قناة ماء، فإذا به يصدر قرارًا بإعادة دراسة المشروع لأن الحذاء انزلق في الطين. وأراد المعلمون بناء مدرسة، فإذا به يطلب تقريرًا من سبع لجان، لأن الح...

وَمَضَ

صورة
 ق.ق ~ وَمَضَ  الكاتب ~ أمجد محمد علي ~ يكتب. . ««««««««««««««««««««« وَمَضَ لمعَ الضوءُ فظننتهُ دفئًا  ابتسامةٌ خاطفةٌ من شابٍ غريب كانت كافية لتغزل منها حلماً. عادت تخبر صديقتها، فثارت الأخيرة، تصفهم بالذئاب وتتهمهم بالخداع. لكن شيئاً ما في عينيها يومها كشف غيرةً لا اعترافاً. تركت صديقتها واتبعت قلبها، تصطنع الصدف، تمرّ من الطريق ذاته فقط لتلمح ابتسامته من جديد. وفي كل مرة يبتسم، كانت تغرق أكثر... بلا كلمة، بلا صوت، فقط نظراتٌ تغزل الوهم. وذات صباح، ابتسم ابتسامةً أوسع من المعتاد... فظنتها اعترافاً، وظنت أن الحكاية بدأت أخيراً. لكن خلف تلك الابتسامة كان إعلانٌ عن معجون أسنان... لا حب. امجد محمدعلي، العراق 🇮🇶

الهزيمة

صورة
  ق.ق.ج ~ الهزيمة  الكاتبة ~ سعيدة محمد صالح ~ تكتب... ««««««««««««««««««  **الهزيمة دخل المعركةَ وحده، يحملُ ما تبقّى من يقين. حين عاد، لم يتعرف عليه أحد… حتى ظله كان قد غيّر اتجاهه. سعيدة محمد صالح --تونس 

كوب الشّاي

صورة
 ق.ق ~ كوب الشّاي  الكاتبة ~ سعيدة محمد صالح ~ تكتب... ««««««««««««««««««« ✨✨✨كوب الشّاي في صباح خريفي ناعم، جلست منية على شرفتها، تحت شمسٍ تتسلل بين أوراق صفراء لم تستسلم بعد للسقوط. كانت تمسك بفنجان شاي دافئ، وتمدّ ساقيها على حافة الدرابزين، بينما تتكئ على كفها اليسرى، ترقب العالم من بعيد... دون أن تنتمي إليه تمامًا، ولا تنفصل عنه كليًّا. منية لم تصل إلى هذا الهدوء بسهولة. خلف هذا الثوب الطويل المتدرج الألوان، وبين تجاعيد الضوء على شعرها المربوط بإهمال، تختبئ امرأة مشت على أشواك الطموح، وحدها. وُلدت في حيّ شعبيّ، لأسرة تقليدية تظن أن الطموح حِكر على الذكور، وأن أحلام البنات تُقاس بطول الستائر وألوان أواني الطبخ. لكن منية كانت تُخيط في دفاترها مسارات أخرى: الطب، الفلسفة، الأدب، وحتى السفر وحدها، إلى أماكن لا تعرف أسماءها بعد. كانت تدرس ليلاً تحت ضوء مصباح مكسور الرأس، وتعمل نهارًا في مكتبة صغيرة، تبيع القصص التي حلمت أن تكتب مثلها يومًا. وعندما كانت صديقاتها يحِكن ثياب العرس، كانت هي تخيط سطورًا في أطروحة عن «تمثلات المرأة في الأدب الكلاسيكي». خاضت معارك كثيرة، بعضها مع الحيا...

هزيمة

صورة
 ق.ق.ج ~ هزيمة الكاتبة ~ زينة الغول ~ تكتب. . «««««««««««««««««««««« هزيمة احترقت الخيم، خبا صراخ الأطفال. وقعت الهدنة بأقلام من رماد… نال المسؤولون جائزة نوبل للسلام. زينة الغول

خيبة

صورة
 ق.ق.ج ~ خيبة الكاتبة ~ فوزة المصلّا ~ تكتب.. «««««««««««««««««« خيبة مرّ زمن وهي تجمع.  اليوم تذهب بمبلغ تراه كبيراً لن يجده البائع صغيراً، ولن تهزم هذه المرّة ستحصل على حلمها. حين وضعته بين يديه، ردّه قائلاُ لا يكفي . عادت تزرع الدّرب بدموعها. فوزة المصلّا سوريا.

رصاصة

صورة
  ق.ق.ج ~ رصاصة  الكاتب ~ أحمد سليمان أبكر~ يكتب. . ««««««««««««««««««« رصاصة قضت على مملكة أحلامه، طفق يمشي مشية الذاهل المشدوه، لمع السراب أمامه في متاهة اليأس، صادف شهرزاده متسولة في أنقاض المدينة. *** بقلم:أحمد سليمان أبكر

وجهة

صورة
 ق.ق.ج ~  وجهة الكاتب ~ عبد القادر صالح ~ يكتب... «««««««««««««««««««« وجهة  كثيرا ما سمع ، أسمعت لو ناديت حيا  ، ولكنه منذ شهور ، وهو يشعر ، أنه  لا أحياء  على المستديرة . عبد القادر صالح .

لحظة

صورة
 ومضة ~ لحظة الكاتبة ~ صباح عبد الوهاب ~ تكتب.. «««««««««««««««««« لحظة هوى بالحلم على الأرض؛ طارت الحقيقة للسماء. صباح عبد الوهاب

الرخامة التي لم تبتسم

صورة
 ق.ق ~ الرخامة التي لم تبتسم  الكاتب ~ منير بهري ~ يكتب... «««««««««««««««««« "الرخامة التي لم تبتسم" لم يكن أحدٌ يلتفت إلى خطواته المتثاقلة على الدرج، ولا إلى البركار الخشبي الأصفر الذي كان يتكئ عليه كما يتكئ الحنين على عكازٍ من الذاكرة. سي امبارك، أستاذ الرياضيات، ظلّ وفيًّا لقسمه العتيد، ببذلته الداكنة التي أكل المطر زرقتها، ومحفظته الجلدية التي شاخت، كما شاخ هو، دون أن يشكو. في صباح يومٍ عاديّ، صعد الدرج وهو يتمتم بأرقامٍ لا يسمعها أحد، كمن يحلّ معادلة في قلبه لا على السبورة. لكن هذه المعادلة الأخيرة لم تُحلّ. انزلقت رجله، واختلّ توازنه، وسقط. اندلق الدم من أنفه، كان أرجوانيًّا، ساخنًا، كأنها لعنات العمر الطويل. تبعثرت أوراقه، تبعثرت معها سنيّ حياته. وهو الذي ما كان يتأخر عن درسه دقيقة، سقط الآن كمن انتهى وقته في اللعبة. جاءت سيارة إسعاف متأخرة، تحمل سقفًا حديديًّا بلا نوافذ، كأنها تابوت يتنفس. نام في المستشفى أيامًا. خيطوا جراحه، جبروا عظامه، لكن القلب... بقي فيه جرحٌ لم يبلغه الطب. قال لزميلٍ زاره مرة: "لا أريد تكريمًا منكم... لا أحتاج اعترافًا متأخرًا. ما أريده فق...

حنين

صورة
 ق.ق ~ حنين  الكاتبة ~ لوقاف جميلة ~ تكتب... «««««««««««««««««« حنين  جلستُ أقلّب الصور في هاتفي، كما يُقلب المنفيُّ حجارة الحقل القديم بحثا عن أثر منسي، أو بقايا مفتاح صدئ، لربما أجد شيئا يربطني ببيت أُزيل من الوجود. وإذا بعيني تقعان على صورة لطريق موحشة، يغمرها عشب ذابل، روي بدمع العزلة الصامت . طريق أنهكتها الوحدة ولم تعد تعني أحدا، كانت بالأمس لنا الوطن كلّه، الحلم والمأوى. في الصورة، كان الطريق ينبض بأثر أقدام الأحباب والخلان، يشقّ التراب بطين حذاء أبي، ويحتفظ بأنين خطى جدّي الراحل وهو يغرس سنابل القمح عند حاشية الوادي. كأن الحنين ذاته قد تجسد، لاهبا يذيب القلب، تبصره الروح في الأعماق. سرتُ نحوه، تقودني الذاكرة... الحجارة تنطق بأسماء مألوفة، والهواء يهمس بصدى من زمن لا يزال ينبض. حتى الطريق ذاته كان يدلّني على ما تبقّى من الأثر. وقفتُ عند شجرة التين العتيقة، التي كانت تبسط ظلها لأخي الصغير في الصيف. أجدها عرجاء، كسيرة، تئنّ من فرط الفقد. مددتُ يدي إلى جذعها، شعرتُ بدفء غريب، كأنها ترد السلام، أو تذكرني بميثاق قديم ظلّ بيننا رغم السنين. قلّبت الطرف في وجوه أولئك الذين...

السنابسة ترتدي السواد ...!

صورة
 ق . ق ~ السنابسة ترتدي السواد ...! الكاتب ~ عادل عبد الله تهامي ~ يكتب... «««««««««««««««««««««« السنابسة ترتدي السواد ...! زهرات يانعات رسمن المستقبل بتفوقهن الدراسي اللافت وأصبحن قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلم أسر بسيطة . في كل بيت رب أسرة أعيته الحيل في تدبير لقمة العيش حتى تقوس ظهره وانحنى ..! تقترب الفتاة المراهقة هامسة في أذنه : في شغلانة مع بنات القرية بمصنع بالخطاطبة وحيجيني منها مبلغ كويس يساعد على المعايش ، تتحجر دموع الأب ويعود بشريط الذكريات حين كان يحملها بين ذراعيه ويهدهدها ..! يجلس على حصيرة خشنة متوسدا حزمة من قش الأرز . تطارده وتستلقى إلى جواره ..تحتضنه فيضمها بذراعيه كما كان يفعل وهي عمر السنة . تشعر بخفقان قلبه ، و يحزنها ارتعاد أطرافه وتعيد العرض الذي تراه هبة من السماء : مية وثلاثين جنيه يومية وشغلانة مافيهاش إهانة ، والعربية حتاخدنا من الدار لبوابة المصنع وترجعنا ..هما كام  ساعة يابا واحنا أولى ..! ينظر بعين واهنة وبنظرات شاردة و ينفجر باكيا . تحيطه بذراعيها بحنان أم ..! أبي الغالي .. لم تقصر في رعايتنا ، ولم تدخر جهدا وقد كبرت بما فيه الكفاية  وكله...

في قرار الهاوية

صورة
 ق.ق ~ في قرار الهاوية الكاتبة ~ رانية الصباغ ~ تكتب... «««««««««««««««««« في قرار الهاوية أقنعتُ أمي أن تشاركني لعبة ساحة السيارات الثلاثية الأبعاد. حذرتها من أن تخلع نظارات العالم الافتراضي قبل انتهاء اللعبة ووعدتها بأنها لن تخشى شيئاً وأنا بجوارها. تعالت ضحكاتي وأنا أسمعها تصيح بصوتها العذب : توقف يا حسام. توقف يا بني أرجوك. كنت الأبرع بين رفاقي في هذه اللعبة عندما كنت فتىً و قد حققتُ رقماً قياسياً في السرعة لم يستطع أحدٌ منهم تخطيه. -هل تعلمين يا أمي أن رفاقي أطلقوا عليّ اسم وحش السيارات. -توقف يا ولدي أرجوك... أرجوك يا حسام. -هوّني عليك إنها مجرد لعبة. أمسكت  يدها الندية وضممتها إلى صدري وقبلتها ضاحكاً. -لا تخشي يا أم حسام شيئاً وأنت معي. أمي كانت على الدوام رائعة تثق بي حين يتهمني الجميع . لستُ أنسى كيف دافعت عني حين اتهموني بأني ضيّعتُ ثروة أبي في مشروعاتٍ فاشلة. هي الوحيدة التي فهمت بأن التجارة تحتمل الربح والخسارة وأنها لم تكن غلطتي. كيف أفيها حقها وقد كانت موئلي على الدوام. عوّضتني عن حضن أبي الذي افتقدته منذ أن كنت صغيراً. كانت تربت على كتفي وتقول بصوتها الشجي: أنت ...