المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2024

ثمن الشراهة

صورة
 ق.ق.ج ~ ثمن الشراهة  الكاتبة ~ إبتسام حمود ~ تكتب... «««««««««««««««««« ثمن الشراهة  تزوجته شرهاً ،  لا يعرف الشبع لبطنه سبيلا  كان لا يتوقف عن المضغ جائعاً أم غير جائع . بعد التقاعد وبعد زواج الأولاد ،باتت برفقته وحدها ، أصيب بمرض السكري ، فامتنعت عن المأكولات التي تضره ليمتنع هو ، خمس سنوات مرت ،  هو ما زال على شراهته وهي ماتت بسبب  انخفاض السكر في دمها . إبتسام حمّود

همس الأثير

صورة
  قصة ~ همس الأثير الكاتب ~ خالد العجماوي ~ يكتب... ««««««««««««««««««« **همس الأثير لم أحب ذلك الرجل يوما. ربما لذكرى محفورة في طفولتي الأولى  لمشاهد شجاره  مع أبي، حيث علت أصواتهما بالزعيق والصخب. لا أذكر كلمات ولا جملا بذاتها، ولكن أذكر كيف كان صوت أبي مفعما بالكثير من العتاب واللوم، وصوت الرجل ممزوجا بالسخط، والكثير من الكبرياء والغضب، وبعض من الكراهية والحقد! لم أفهم، ولم أحاول حتى أن أستوعب تلك النظرات المحمومة. غير أني فقدت أبي فجأة.  سألت أمي عنه فأشارت إلى السماء ودموعها تنسكب على خديها قائلة إنه قد ذهب إلى مولاه، وأكدت أنه سعيد هناك لا ريب، حيث لا هم ولا كيد.. كيف ذهب؟ حركت كتفيها وتهدج صوتها وهي تلوح في الهواء كمن ينفض غبارا أثيريا لا تدركه العيون:  مثل جدك وجدتك. هم السابقون وسنلحق بهم حتما.  بيد أن الرجل أهداني مرقابا أثيريا كبيرا، ثبته على سطح منزلنا، ودعاني كي أتابع القمر.  أحببت هديته! شعرت كأنه يحاول أن يوصلني بخيط واهن مع أبي الساكن هناك في البعيد.  استدرت كي أشكره ولكنه اختفى. هبطت الدرج فوجدت باب البيت موصدا كحائط منيع. استرقت ...

رحلة

صورة
  ومضة ~ رحلة الكاتبة ~ سميرة بندوة ~ تكتب.. «««««««««««««««««««« رحلة  غاصوا في نهر التفاهة؛ غرقوا في بحر الشهرة. سميرة بندودة/ المغرب

وزر

صورة
 ق.ق.ج ~ وزر  الكاتب ~ عبد القادر صالح ~ يكتب.. . «««««««««««««««««««« وزر بدا  حملها  ثقيلا ، حملت دهرا على كتفها ، سألوا : ابنة السابعة ، عن إرثها الدفين ، فقالت : هو ابن أمي وأبي  شقيق الروح، أشقانا زمانكم ،  لملموا نحيبهم  ، مضت ومضوا ، يستغرقهم الزمن.  عبد القادر صالح.

ربيع

صورة
ومضة ~ ربيع  الكاتبة ~ لميس محمود إبراهيم ~ تكتب.. ««««««««««««««««««««««« ربيع سكت القصف؛ نبتت شقائق النعمان. بقلمي:لميس محمود ابراهيم سوريا

في انتظار الرسالة

صورة
  قصة ~ في انتظار الرسالة الكاتب ~ إدريس أبو رزق ~ يكتب... ،«««««««««««««««««««««« في انتظار الرسالة كان "سليم" يقف عند صندوق البريد كل يوم تقريبًا. رجل تجاوز السبعين، يرتدي قبعة رمادية ومعطفًا قديمًا باهت اللون، وحذاءً يحمل آثار سنوات طويلة من السير. كان الجيران يلاحظونه دائمًا في نفس التوقيت، قبل غروب الشمس بقليل، يخرج من بيته بخطوات بطيئة لكنه ثابتة، يتجه نحو صندوق البريد، يفتحه بيد مرتجفة، ثم ينظر داخله. كان المشهد ينتهي دائمًا بنفس الطريقة؛ صندوق فارغ، ورأس مطأطئ يعود أدراجه إلى المنزل. لم يحاول أحد أن يسأله عن تلك الرسالة التي ينتظرها. الجيران اعتقدوا أن الرجل فقد عقله بسبب الوحدة، وأنه يمارس هذا الطقس دون سبب. لكن الحقيقة كانت أكثر تعقيدًا. في إحدى الليالي، جلس "سليم" على كرسيه بجانب نافذته، ينظر إلى الشارع الذي بات صامتًا. بين يديه كان يحمل صندوقًا صغيرًا من الخشب، فتحه بحذر، وأخرج منه رسائل قديمة، كل واحدة منها تحمل تاريخًا مختلفًا. كانت الرسائل مكتوبة بخط يد أنيق، ومعظمها يحمل اسم المرسل: "ندى". ندى كانت حب حياته. المرأة التي أحبها منذ كان شابًا ...

سيرة

صورة
 ق ق.ج ~ سيرة  الكاتب ~ ابو القاسم محمود ~ يكتب.. . «««««««««««««««««««« سيرة أتممت روايتي، جمعت عائلتي الصغيرة، قرأت عليهم فصولها تباعا، ضحك ابني كثيرا وانا أسرد مغامراته من زاويتي...  من خلف شباك النافذة كان يسترق السمع، تحسست  مسدسي، سحنته لم تكن غريبة عن عيني... وقبل أن يفكر في فعلته التي أعرفها أرديته قتيلا رولان بارت. -أبوالقاسم محمود/المغرب.

في منتصف الليل

صورة
 قصة ~ في منتصف الليل  الكاتبة ~ ولاء نبيل ~ يكتب... «««««««««««««««« في منتصف الليل.. جلست تراقب النجوم في صمتٍ رهيب ،،حادثت الليل بأنها تخافه وتخاف الأشباح التي تأتي بقدومه،دائما ترى ذاك المتشح بالسواد يقترب منها ليفزعها ويقاتلها حتى تتلاشى ذرات كينونتها في سرداب الضمير المخادع ،يحاول اغتيالها بثوب الواعظ الشريف وأنّى له ذلك،أشهرت سيف اليقين لتسقطه أرضاً وتطأ أنفاسه بقدمها،سقط القناع الذي كان يُلثمُ به وجهه،لطمته ثانية قائلة: كنت أعلم جيداً أنك أنت الوسواس اللعين،وها أنا ذا جعلتُك تجر أذيال هزيمتك مُتكسّحاً مهزوماً، ليأتي  مسرعاً ذلك المارد الأكبر الذي أرسل ظله ليُباغتها فتخور قوى المقاومة لديها ولكنها !كانت على أهبة الاستعداد  لترديه قتيلاً ،ثم قطع نومها صوت قطتها لتخبرها بإشراقة  الصباح. بقلمي الكاتبة الصحفية ولاء نبيل ✍️

عند مفترق الأنفاس

صورة
  قصة ~ عند مفترق الأنفاس الكاتب ~ إدريس أبو رزق ~ يكتب.. ««««««««««««««««««« عند مفترق الأنفاس في غرفة العناية المركزة بمستشفى قديم، كانت الأنوار البيضاء الباهتة تنعكس على وجوه المرضى كأنها تحكي عن رحيل وشيك. في زاوية بعيدة من الغرفة، كان سريران متجاوران. على الأول، كان يرقد رجل في السبعينات من عمره، جسده الهزيل تحيط به أنابيب الحياة الصناعية. اسمه سعيد، وقد أمضى أشهرًا هنا بعد أن انهك قلبه صراع طويل مع المرض. على السرير الآخر، شاب في الثلاثينات يدعى أمجد، وقد استفاق للتو من غيبوبة طويلة إثر حادث سير مروّع. عيونه تتحرك ببطء وهو يحاول فهم أين هو. في صمت الغرفة، كانت الأنفاس الميكانيكية لأجهزة التنفس تختلط بأنفاس ضعيفة، كأنها ترسم معزوفة عن صراع الحياة والموت. - "متى استيقظت؟" التفت أمجد، ليجد سعيد ينظر إليه بعينين منهكتين. لم تكن نبرته حادة، بل أشبه بظل صوت، كأنه يصارع الزمن لينقل كلماته. - "لا أدري... ربما للتو. ماذا حدث لي؟" - "لا يهم الآن. نحن هنا... في محطة مؤقتة." ابتسم سعيد بخفوت، تلك الابتسامة التي تخفي خلفها وجعًا لا يُرى. شعر أمجد بغرابة الموقف، ل...

بذل

صورة
  ق.ق.ج ~ بذل  الكاتبة ~ رانية الصباغ ~ تكتب.. ««««««««««««««««« بذل كانت تتضورُ جوعاً وتُشعلُ أعوادَ الكبريتِ . تَقدّم نحوها بحنوٍ وأهداها باقةً باذخةً من الكلماتِ، ومضى خَلفَ زخّاتِ الثلجِ.                                      رانية الصباغ/سورية

خربشات من الماضي البعيد

صورة
  خربشات ~ خربشات من الماضي البعيد الكاتب ~ عادل عبد الله تهامي ~ يكتب.. ««««««««««««««««««««« ..خربشات من الماضي البعيد..  👎حبست الدمع لما  وجدت أن لا لقاء وهمت بفكري حول جبال الشوق في فضاء  أيا نفس إهدئي  ولملمي خيبات الهوى فلا إرادة للبقاء ..!👌   عادل عبد الله تهامي السيد علي  مصر 

مرضٌ عضال

صورة
 ق.ق.ج ~ مرضٌ عضال  الكاتبة ~ رانية الصباغ ~ تكتب.... ««««««««««««««««««««« مرضٌ عضال استلَتْ سهمَها الأخيرَ بيدٍ مُرتجفةٍ واستجمعَتْ شجاعتَها، إنَّها فُرصَتُها الأخيرةُ لتتخلصَ من آلامها. ابتعدَتْ عن نَفْسِها وصوبَتْ نحو قلبِها بدقةٍ ،لكنّها أصابَتْ الموتَ فأردَتْه قتيلاً وبقيَتْ تتجرعَُ كُؤوسَ الألمِ.                                         رانية الصباغ/سورية

قدر

صورة
 ق.ق.ج ~ قدر  الكاتب ~ عبد القادر صيد ~ يكتب.. . ««««««««««««««««««««« قدر    صعد الحافلة، تفحّص  زاوية  بعينها ،لم يجدها هناك، نزل ، عرف أنّها ليست حافلته التي يترقبها ، لم يتعجّبوا منه ، لأنه يفعل هذا منذ عشرين سنة ، ما لا يعرفونه ، أنها هي مازالت ترتكن كل يوم في نفس الزاوية منذ أول لقاء ، و لكن في حافلة أخرى في مدينة أخرى.. مازالت تنتظر الفرصة.. عبد القادر صيد

إرث

صورة
 ق.ق.ج ~ إرث  الكاتب ~ حسين عبد الرضا ~ يكتب. . ««««««««««««««««««««« إرث يعتني أبي بصور أجدادي جيداً، والغريب أنهم يلبسون الزي نفسه. شعرت برغبة في أن أمسك القلم، باشرت بكتابة قصتي الأولى ، حشوتها بالمبادئ والقيم الرفيعة،كانت أحداثها عبارة عن صراع. نشرتها في صفحتي لم تلقَ سوى تعليق واحد، أنها غير واقعية وأشبه بتراث!! ألقيت نظرة على الصور، وجدت صورة لي معهم ألبس الزي نفسه... حسين عبد الرضا

موعظة

صورة
 ق.ق.ج ~ موعظة الكاتب ~ خالد العجماوي ~ يكتب... . ««««««««««««««««««««« **موعظة خطبتُ فيهم صارخا:"كفوا عن أكل لحم أخيكم" هزوا رؤوسهم طائعين، ورذاذ فمي ينضح في وجوههم بعضا من دمه! بقلم/ خالد العجماوي

رمية

صورة
 ق.ق.ج ~ رمية الكاتب  ~أمجد محمد علي ~ يكتب.. ««««««««««««««««««««« رمية  رسم سهمًا موجّهًا نحوه بسرعة فائقة في لوحته العجيبة. الشغف الذي تملك قلبه غمره حبًا، ليصل بسرعة الشوق. أطفأ الأنوار وغطى رسمته، متفكرًا بحبيبته. مسح بيده على صدره، حيث أحس بألم غريب. رأى دماءً في صدره واختفى السهم. امجد محمدعلي، العراق 🇮🇶

تجشّم

صورة
 ق.ق.ج ~ تجشّم  الكاتب ~ بشير علالي ~ يكتب... «««««««««««««««««« تجشّم  تحت سماء مليئة بالبارود، خطا بين الأنقاض حاملاً عبء الطحين كوصية الحياة. عبر الظلال كأنها تراقبه، وكل خطوة أطلقت تحذيرًا صامتًا. عند عتبة العودة، أطلق الصمت رصاصته، وسقط الحلم مخلوطًا برماد الرغيف وقطرات دم تتسرب إلى التراب، تاركًا أثرًا لا يُفهم إن كان للأمل أم للنهاية. بشير علالي / الجزائر

حديقة الحياة

صورة
 ق.ق. ~ حديقة الحياة الكاتبة ~ عايدة ناشد باسيلي ~ تكتب... ««««««««««««««««««««« حديقة الحياة .. زرع رجل شاب عشرات من النباتات النادرة والزهور الجميلة في حديقته، فرح بذلك لأنه رأى فيها فرصة لتحقيق ربح كبير. لكن بعد فترة، اكتشف أن حديقته أصبحت موطنًا لطائر نادر مهدد بالانقراض. جاء فريق من العلماء لدراسة الطائر واكتشفوا أن الزهور تحتوي على مادة علاجية تعالج مرضًا نادرًا كان يعاني منه الرجل نفسه بدون علمه. في تلك اللحظة، أدرك أن حديقتة لم تكن مجرد مشروع تجاري، بل كانت مفتاحًا لحياته... عايدة ناشد باسيلي

الحب والفيروس

صورة
 قصة ~ الحب والفيروس الكاتب ~ د . إبراهيم مصري النهر ~ يكتب... ««««««««««««««««««««««« الحب والفيروس فاجأ أبا أحمد ألم شديد بالصدر بعد منتصف الليل، فهرع ابنه أحمد إليه وأسرع به إلى المستشفى القريب. عند وصولهما إلى قسم الطوارئ، كانت الطبيبة الشابة سارة جالسة خلف الكاونتر بمعطفها الأبيض وسماعتها ذات اللون النبيتي حول عنقها، وحولها فريق من الممرضات بزيهن الأخضر. ما إن تم إدخال والد أحمد حتى بدأت سارة بإجراءات سريعة: طلبت تخطيطًا كهربائيًا للقلب وسحب عينة دم لتحليل إنزيمات القلب، وأعطت المريض جرعة إسعافية من الأسبوسيد وداينيترا تحت اللسان. تصرفاتها بثقة واحتراف أثارت إعجاب أحمد، لكنه لم يستطع تجاهل جمالها البسيط الذي أضاف بريقًا إلى شخصيتها المهنية. بعد فترة قصيرة، عادت سارة بابتسامة مطمئنة، وقالت: "الحمد لله، الوضع ليس خطيرًا. هي مجرد ذبحة صدرية خفيفة، وسيكون بخير مع المتابعة والعناية." شعر أحمد براحة كبيرة، لكن كلماتها الهادئة وابتسامتها تركت أثرًا عميقًا في داخله. بعد أسابيع قليلة، لم يتردد أحمد في التقدم لخطبتها، وسرعان ما تطورت العلاقة إلى زواج مبني على الاحترام والإعجاب الم...

ردى

صورة
 ق.ق.ج ~ردى  الكاتب ~ عبد القادر صالح ~ يكتب.. . ««««««««««««««««««« ردى اعتادت على الأنين ، تبحرت ركام نفسها  أعياها مد النظر ،و ذلك اللون الأبيض ، الأحمر القاني   المضمخ بفلذة كبدها ،  باركتها السماء ،  وباركت جناها. عبد القادر صالح.

انتصار

صورة
 ومضة  ~ انتصار الكاتب ~ محمد الجندي ~ يكتب.. . «««««««««««««««««««« انتصار نسيّ تاريخ ميلادها؛ وضعته كلمة سر لمحموله. محمد الجندي، بتاع كلام مش فاضي.

استحضار

صورة
 ق.ق . ج~ استحضار الكاتبة ~ سعاد جكيرف~ تكتب ... ««««««««««««««««««« استحضار استنزفت كل طاقتها كمحاولة منها لترتيب المنزل، نظفت الغرف،علقت الستائر، حتى الدمى لم تغفل عن رتقها...  تمعنته مليّا بنفس رضيّة،ومضت تاركة أطلال بيت لايزال يحوي صدى ضحكاتهم!!                             سعاد جكيرف

سجون النفس

صورة
 قصة ~ سجون النفس  الكاتب ~ إدريس أبو رزق ~ يكتب.. . ««««««««««««««««««««« سجون النفس  كان الزمان والمكان يرقصان على إيقاع التردد والتناقض. لا شيء في عالم "نادر" كان كما يراه الآخرون. كان يعتقد أنه إنسان عادي، لكنه كان يعيش في عالم غير عادي؛ عالم تتداخل فيه الحقيقة مع الوهم، وتفصل بينهما حافة ضبابية لا تكاد تُرى. نادر كان في السابعة والثلاثين من عمره، يعيش وحيدًا في شقة صغيرة، لا علاقة له بالعالم من حوله. كان يبدو للآخرين شخصًا هادئًا، بل قد يظن البعض أنه سعيد، لكن الحقيقة كانت أن قلبه كان مغلقًا بإحكام، وغرفه الداخلية مليئة بالألم والكآبة. في طفولته، نشأ نادر في منزل يبدو تقليديًا، حيث كان أبوه جنديًا سابقًا وأمه امرأة غارقة في الخوف والشكوك. تعلم نادر في صغره أن الحياة صراع مستمر، وأنه يجب عليه دائمًا أن يكون قويًا، أن يخبئ مشاعره، أن لا يظهر ضعفه أبدًا. لم يكن يعلم أن هذه الدروس التي تلقاها في صغره كانت بمثابة بذورٍ زرعها والده في عقله، بذور تتغذى على الخوف من الضعف والحاجة إلى السيطرة. لكن تحت هذا السطح الهادئ، كان نادر يعيش صراعًا داخليًا لا يستطيع السيطرة عليه. كان ...

رسائل من ظلمة السجن

صورة
 قصة ~ رسائل من ظلمة السجن  الكاتب ~ إدريس أبو رزق ~ يكتب... ««««««««««««««««« رسائل من ظلمة السجن كان السجن كئيبًا ومكتظًا، لكنه بالنسبة لعمر كان عالمًا خاوياً يبتلع صرخاته. الزنزانة ضيقة، بها نافذة صغيرة بحجم كفّ اليد. عبر تلك النافذة كان يرى شريطًا ضيقًا من السماء، يشبه الأمل الذي يتمسك به بصعوبة. "بابا، متى ستعود؟" كانت الكلمات تلاحقه كأنها حبل يخنقه. تذكر كيف همست بها ابنته سارة يوم اعتقلوه أمام عينيها. كانت في الثامنة فقط، لكنها بدت أكبر من عمرها وهي تشدّ على يده في محاولة يائسة لمنعه من الرحيل. في إحدى الزوايا، جمع عمر قصاصات من أوراق قديمة استطاع تهريبها من ممر السجن. لم يكن يعرف من أين سيأتي بالحبر، لكنه وجد طريقته. مزج الفحم بالماء ليصنع حبره الخاص. بدأ يكتب: "سارة، صغيرتي…" كل حرف كان يخرج كأنما ينتزع من قلبه. حاول أن يكتب بلا دموع، بلا ألم، لكن الكلمات خانته. "أنا آسف لأنني رحلت عنك. لم يكن بيدي… لكنّي هنا، أفكر فيكِ كل يوم. سأخبرك عن البحر، وعن تلك اللحظة التي وعدتك أن نذهب فيها معًا لرؤية الموج لأول مرة. انتظري، سنذهب يومًا." كان شريكه في الز...

قَدْ تحققت الرُّؤْيَا

صورة
  ق ق ~ قَدْ تحققت الرُّؤْيَا الكاتب ~ فاضل العذاري ~ يكتب.. . «««««««««««««««««« قَدْ تحققت الرُّؤْيَا افتَتَحَتْ أُمّه حديثها مساءً بتعويذة: تحاكي بها السماء، على غير عادتها بعدم الإفصاح عن رؤياها إِلَّا في وضح النهار، بينما يصغي لها بانتباهٍ ولهفةٍ وفضول:  -أقصُّ رؤياي للنجوم لكراهة البوح بها ليلا. إِنِّي رَأَيْتُ نَفْسي في المنام: كأنني عروسٌ، تزفني طيورٌ، محلقة في السماء إلى شاب شبيه بأبيك تماما في شبابه رحمة الله عليه، ولا أعلم لماذا كنت أراك تقف أمام منزل جديد رافعا كفك مودعا لي بعد أفول الشمس وبدء حلول الظلام؟ عقّب على كلماتها متفائلاً بالخير:  -ربّما هي من علامات القبول؛ لأننا الآن في ضيافة الرحمن. ثم خَلَدَتْ إلى النوم حتى مطلع الفجر على سريرها: في شقَّة خاصة من أحد الفنادق المجاورة لبيت الله الحرام. سَاوَرَه الشك واليأس من؛ محاولته الملحة بإيقاظها دون أن تصحو من النوم. رَفَع يدها؛ للتأكد من سلامتها، ولكنها سرعان ما هَوت منه على السرير. فُجِع بتخشب جسدها البارد، وتوقف: قلبها عن النبض، ورئتيها عن التنفس، مع انطباق شفتيها على بعضهما بالكامل. هَرع بسرعة قصوى إلى إح...