الموسيقى المتوحشة

الأديب / صباح خلف عباس العتابي/ يكتب الموسيقى المتوحشة الكثير من الدمار ، والكثير من الحزن في قريتي الجنوبية ، وفيها أختفت مع بقية الذكريات قدرتنا على الأحساس الحقيقي بالحياة ٠ مسقط رأسي يقبع على خط النار بين الدولتين المتحاربتين دوماً ٠٠٠حيث سقطت فيها القنابل بديلاً عن المطر ، وبعضها لازالت مدفونة تنتظر العابرين لتقطع أوصالهم ٠ ٠– متى يُزال الرعب المدفون هنا ٠٠؟ قريتي تلك المساحة المنزوعة السلام تبحث الآن عن مغفرة بشرية ، سماواتها خالية من الحلوى مليئة بغيوم من زقوم ٠ الناس تكدح وتعاني بلا أمل ، بلا نهاية ،فقط شعلة الموت تضوي ليلهم الطويل ، ضوء موت ساطع ٠ ٠—— لماذا لا تتركوا بيوتكم وتهاجروا ؟ ؟ هل الدموع كُتبت عليكم لتذرفوها هنا ؟ ؟ مسقط رأسي أصبح أرضاً خطيرة، ووحشية ، حادة كالسكين تعمل بتضاريس أجسادنا ، ارضاً مفترسة وشرسة لايمكن ترويضها ،وهذه الالغام العشوائية التي زُرعت فيها بدل النخيل وأشجار البرتقال أصبحت تقضي على كبرياء ساكنيها كل يوم ٠٠٠أرض تدوسها كوابيس الموت ٠ قريتي عالم ضاعت فيها النفوس ٠٠٠ عالم بدون مخرج ، غضبي الان مثل صخرة أحملها داخلي ٠٠ وبدأت تثقل ك...