المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2021

الموسيقى المتوحشة

صورة
الأديب / صباح خلف عباس العتابي/ يكتب   الموسيقى المتوحشة  الكثير من الدمار ، والكثير من الحزن في قريتي الجنوبية ، وفيها أختفت مع بقية الذكريات قدرتنا على الأحساس الحقيقي بالحياة ٠ مسقط رأسي يقبع على خط النار بين الدولتين المتحاربتين دوماً ٠٠٠حيث سقطت فيها القنابل بديلاً عن المطر ، وبعضها لازالت مدفونة تنتظر العابرين لتقطع أوصالهم ٠ ٠– متى يُزال الرعب المدفون هنا ٠٠؟ قريتي تلك المساحة المنزوعة السلام تبحث الآن عن مغفرة بشرية ، سماواتها خالية من الحلوى مليئة بغيوم من زقوم ٠ الناس تكدح وتعاني بلا أمل ، بلا نهاية ،فقط شعلة الموت تضوي ليلهم الطويل ، ضوء موت ساطع ٠ ٠—— لماذا لا تتركوا بيوتكم وتهاجروا ؟ ؟ هل الدموع كُتبت عليكم لتذرفوها هنا ؟ ؟ مسقط رأسي أصبح أرضاً خطيرة، ووحشية ، حادة كالسكين تعمل بتضاريس أجسادنا ، ارضاً مفترسة وشرسة لايمكن ترويضها ،وهذه الالغام العشوائية التي زُرعت فيها بدل النخيل وأشجار البرتقال أصبحت تقضي على كبرياء ساكنيها كل يوم ٠٠٠أرض تدوسها كوابيس الموت ٠  قريتي عالم ضاعت فيها النفوس ٠٠٠ عالم بدون مخرج ، غضبي الان مثل صخرة أحملها داخلي ٠٠ وبدأت تثقل ك...

القسمة على/2

صورة
الأديب / صباح خلف عباس / يكتب  قصة قصيرة    القسمة على/2  (هيفاء ) في السادسة عشرة من عمرها … قبل أن تحفرا ( خالتها وعمتها ) حفرتيهما في روحها … حفرتان عميقتان يُصعب ردمهما ، كانت مجرد فتاة يصح  القول عنها عمياء كخفاش ، روح صغيرة تُحضِّي بحياة بسيطة هانئة ، حياة واحدة وجسد واحد ، لا أحد يرى ما بداخلها من حب أو عنف ، تريد أن تعيش على الطراز القديم ، قالت  لها أمها  بالأمس ،وبعد زيارة عمتها لهم : — هيفاء ،إن عمتك طلبت يدك لأبنها … وقبلها خالتك طلبت يدك أيضاً … فماذا تقولين أنت ؟ وأيّهما تختارين … ؟  فأجابتها وهي تنقل دهشتها : —  يا أمي ، كل ثعبان له سحره …  هي في الواقع لاتريد أن يكونا (ابن عمتها وابن خالتها ) أكثر  مما  هما عليه الآن مجرد أخوين لا أكثر … وهذا ماكان منذ الصغر  فقد تعودت عليهما … دائماً تلهو معهما  … وتصاب بالجنون عندما لايكونان حولها … وقبل هذا الأمر المستجد لم تكن تفكر بالحب ومشتقاته ، كانت سعيدة قبل ذلك جداً ، بل ومملوءة بهما … وهي اليوم تنحدر في منحدر زلق لم تعهده من قبل ، وقد صرحت لأمها ايضاً : —-...

( أُريد أن أحيا )

صورة
الأديب/ صباح خلف عباس العتابي / يكتب   قصة قصيرة ( أُريد أن أحيا ) ============= إنها ذات جسد جميل , وقوام متماسك … لها وجه مائل كالهلال , لكنها مخلصة وحيوية , شعرها كثيف, عندها تقوس ظهر بسيط , لكنها أيّا تكن فهي مثالية ما عدى ظهرها ٠٠٠هل يمكننا التغاضي عن الفجوات الجمالية في العلاقات طويلة الأمد ؟؟ طالما فكّرتْ بذلك ٠٠٠ طال انتظارها لرجل ما يقول لها : مرحباً بكِ في حياتي ٠٠٠لكن بدون طائل ٠٠ السنوات تسلخ منها الأنوثة والجمال , وعدم الاستقرار , وهذا يؤلمها ٠٠ بل يقتلها ٠  إنها تُريد وبقوة أيّ سلسلة تُطوقها ٠٠أيّ رجل يمسك بعنقها ويتزوجها ٠٠ ينقذها من وحدة تسير بها نحو الجنون ٠ سارعتْ نحو عجوز تقرأ لها الطالع , وتُبيّن المستقبل وقيل لها : إنها تفتش بين النجوم وترى المستقبل , وكل الدروب تراها فقالت لها بعد أن فتشت في السماوات : إنك ستقابلين شاباً ٠٠٠ بلهفة قاطعتها : أهو وسيم ٠٠؟؟  أجابتها : ينبغي أن أتفقد مجرة أخرى ٠٠٠أنظري هاهي ذي ٠٠!! إلامَ تشير ؟؟ أين هي ؟ أنظري ٠٠ها هي هناك ٠٠ نعم ٠٠ نعم ٠٠ رأيتها ٠٠قالت العجوز : حسنا اسمعي الآن إنه شاب عادي , ووحيد أيضا مثلك ٠٠شابٌ ...

روميو

صورة
الأديب / ابو أيوب أحمد الحمادي /  يكتب   روميو تعرف الشاب عصام المتزوج من ابنة عمه على إحدى الفتيات أمام باب المحكمة وكانت فتاة جميلة ومغناجة وتلبس ثيابا جميلة وثمينة وتلبس كمية من الذهب بيديها وعنقها وكانت قد أنهت لتوها عملية طلاق من زوجها الذي تزوجته منذ شهر بينما عصام كان هو يجري معاملة حصر ارث وتبادل واياها أرقام الهواتف وعرض عليها إيصالها بسيارته الحديثة لكنها رفضت وراحت تتصل به وتقول له كلمات العشق والهيام بكل دلع وغنج وكان كلما طلب منها أن تقابله تذرعت بان هذا لا يجوز وتذكره انها في العدة الشرعية وراح هو ينتظر انتهاء فترة العدة بفارغ الصبر ولما انتهت من عدتها قابلها وكله لوعة وشوق وبادلته هي نفس الشعور واحس أنه ولد من جديد وتجددت حياته مع هذا الحب الغير متوقع وكأنه الحب الاول في سن المراهقة حيث كان يشعر بالنار وهي تأكل قلبه وتكرر اللقاء عدة مرات ليتفق معها على الزواج ليذهب واياها ثانية إلى المحكمة ويعقد عليها عقد زواج بدون علم زوجته حيث سجلت عليه المؤخر عشرة الاف دولار واشترى لها ذهبا بأربعة آلاف دولار وملابس واحذية حسب طلبها وجهاز موبايل ثمين واستأجر لها شقة مفروشة ...

الأعرج

صورة
الأديب / نايف ثامر الكعبي / يكتب   الأعرج نايف ثامر الكعبي لم ينم الشرطي نشمي نوح ليلته وظل مورقا.يشعر بالظلم والمرارة.لقد غيبه مفوض الإدارة عن عمله هذا اليوم لانتهاء أجازته المرضية.وأرسل له تبليغا شفهيا بواسطة زميله الشرطي مسعود أن يباشر عمله في الدورية حتى لو كان بقدم واحدة.بالأمس كلف زميله أن يأتي له بعيادة من المديرية،ليراجع المستشفى لكن المفوض رفض.أبلغ الشرطي أن الطبيب قد كتب في العيادة السابقة :  - أجري اللازم .لقد أكتسب الشفاء التام لا يحتاج إلى أجازة وإنسانية مني ساعدته!! دافع زميله عنه وذكرهم بتضحيته الكبيرة لكن المفوض غضب ونسي نفسه - الحمار يموت.. - قاطعه الشرطي مستاء:- لا داعي للتجريح.نحن نموت يوميا في الشوارع والمفخخات تحت أقدامنا..وأنتم داخل القلاع الحصينة وتستهينون بتضحياتنا!! صعد نشمي زفرة حرى من صدره المنقبض.تخيل نفسه يطارد اللصوص والإرهابيين والقتلة بقدم واحدة وهو يكزل بعكازته.ضحك بمرارة.هز رأسه بأسف.سرحت عيناه أنتابه الشرود وأنثا لت على ذهنه ذكرى ذلك المشهد المرعب: جموع من الباعة..أطفال ،نساء.متبضعات.رجال يركضون مرعوبين: عبوة ناسفة في سوق.. الأولى أهربوا..أهر...

شتاء حب

صورة
الأديبة / سوزان علو / تكتب   شتاء حب إنه كانون.. عاشقين كنا في شوراع الحرب..الطريق بين ساحة الجامعة حتى شارع الزهور في السريان الجديدة قررنا أن نسير تلك المسافة وقتها في ضيافة المطر...ترى ماذا ستقول.. ؟هل ستحدثني عن يومك كعادك؟ وتخبرني عن أصدقائك كعادك؟.... شيئ ما أخافني... أعود لأتذكر أني في مدينة اعتادت الخوف في وطن يكاد يكون أجمل كلما تألم ...رائحة المطر امتزجت مع رائحة البارود ...أصوات سيارات مسرعة وهي تسابق الزمن، تحاول البحث عن حياة مثلنا ،تنهض من تحت الركام لتقول ربما غدا أجمل..أناس يهربون من المطر في مدينة تفتقر لقطرة ماء ....قلت لي :ليتنا نعلم ماسيحمله العام الجديد لنا..وصمت. طالما كنت صادقا معي لماذا اليوم التناقض بين حديث عينيك وحديث لسانك...أظن أنه لن يكون حدثا سيئا بقدر الأحداث التي تحدث حولنا... أكلمت قائلا:اقترب موعد سفري سأرحل الأسبوع القادم ولكننا سنبقى معا كان كلامك مبكيا قلبي داميا روحي كنت أشعر أن موعد الرحيل يقترب وخاصة بعد تخرجك .. كنت أحاول التمسك بكل لقاء ونحن معا....أحاول أن أجعل المطر معك أجمل... أحاول أن أجعل هذه المدينة وهي على حافة الهاوية عروسا تعشق ا...

*نزوح*

صورة
الأديبة/ ام عبدالله / تكتب قصة  *نزوح*  يوم ، ثلاثة، أسبوع! ها قد كبر الهلال  سيكتمل بدرا بعد يومين لا أدري كيف ظهر لي من طرف الشباك بين عمارتين عاليتين، لكني رأيته.. أمي تخفي دموعها في سجادة الصلاة  لم يزل أبي يكابر على قهره.. وما زلت أحاول إستيعاب ما يحدث! شهر آخر، عام آخر... المهم أن يكونوا بخير  ليس البعد همًّا، قال أبي.. أردفت أمي: الحمد لله أن هيَّأ لنا وسيلة تصلنا بهم ونطمئّن عليهم.. أما أنا فزاويةٌ في غرفتي هي أدرى بحالي حين يشتد الشوق بي، وأحاول إخفاءه.. عدة أعوام مرت..ولدت أختي، ولدت زوجة أخي زادت العائلة، كبر الأبناء.. لملمنا جراحاتنا، تناسينا بعض آلامنا..تعودنا العيش كلٌّ في غربته وكلٌّ على طريقته، وللقاءٍ مرتقب  عقدنا الأمل...وما زلنا! (بقلمي*أم عبد الله  عطر الآس)

ميتتان

صورة
 قصة ~  ميتتان الكاتب ~ بهاء الدين عباس ~ يكتب. . ~~~~~~~~~~~~~~ #ميتتان اذكر انني قد مت مرتين..احداهن حينما وجدتني احدى المنظمات الانسانيه ملقى على حافةالطريق ميتا" بسبب  نقص الغذاء..فحملتني بطائرتها الخاصه الى باريس حيث متحف الشنزلازيه المُعد خصيصا" لضحايا الحرب الاهلية في السودان.هنالك وضعوني بين مئات الجماجم والجثث المتفحمه..كنت انا الجثة الوحيده الي لاتزال تتمسك بشعر رأسها وجلدها الناشف..وفي كل صباح كانت تقف احدى موظفات المتحف على رأسي وتحقنني تحت جلدي بمادة لزجه قالت انها تغذي جسدي وتمنعني من التعفن..كان الغذاء دسما" لدرجة انني مت للمرة الثانيه بسبب التخمه #بهاءالدين عباس

نار ودخان

صورة
 قصة قصيرة ~  نار ودخان الكاتب ~  عبد الوهاب ناجي ناجي ~ يكتب. ~~~~~~~~~~~~~~~ نار ودخان عاد شحطور إلى المنزل حاملا على كاهله بؤس الدنيا، ، فلا رشوة قُبضتْ، ولا نصبة توفرتْ، ولا إكرامية مُنِحتْ.   كانت الزوجة وابنتها، قد أعدّتا المنزل لسهرة سعيدة، اظفأتا أنوار الكهرباء، وأشعلتا الشموع وفانوس الجاز، وارتدت الزوج ملابسها المثيرة للعين، المنبهة للعواطف، ولبست الفتاة حلة بهية، وبخرتا المنزل بالعودة والند، وأغاني فيروز تسحب مستمعيها الى علياء السماوات، لكنه لم ير شيئا من ذلك، فرض تجهمه على المنزل، وأسكت أغاني المسجل، وانعزل في الظلام، فتحول المنزل إلى مقبرة، يسودها الصمت الكئيب. اتفقت الأم وابنتها على إفتعال  خلاف بينهما، قد يفك أساريره، دخلت الفتاة شاكية أمها، إستوى  في جلسته ونادى زوجه،  دخلت  وبيدها الفانوس المضاء، فوجّه لها صفعة افقدتها توازنها، فسقط الفانوس على الأرض، ساح منه الجاز المشتعل، ردت الأم صفعتها، كبرت في عقله، فوجه مسدسه، والدخان الأسود قد حام حولهم، فضاقت النفوس، ودمعت العيون، وقفت الفتاة أمام أمها لمنع والدها من إستخدام المسدس، ل...

غابة الذكريات

صورة
 قصة قصيرة جدا ~  غابة الذكريات الكاتبة ~ أم عبد الله ~ تكتب... ~~~~~~~~~~~~  غابة الذكريات  ليلة أيلول، ونسائم الخريف، رائحة الأرض المبللة ب بواكر المطر، حركت الشجن، لذاكرة حبلى وتسترجع أدراجها قبل مخاضها، لتلد في المنفى كل القصائد المشبعة بالعناق  المنتظر!  (بقلمي*أم عبد الله)

أمل مالح

صورة
 قصة قصيرة جدا ~  أمل مالح الكاتبة ~  سوزان علو ~ تكتب... ~~~~~~~~~~~~~~~~ أمل مالح غنت لطفلها الوحيد  نم يا حبيبي الآن نم..عن بيتنا غاب الألم وفي صوتها حرقة...زوج مفقود...وأمل مالح لصبر يكاد ينفذ. سوزان علو

غادة

صورة
 قصة ~ غادة الكاتب ~ رعد الإمارة ~ يكتب.. ~~~~~~~~~~~~~~ من كتابي القادم (رجل ونساء)  القصة الوحيدة التي أبكت رعد الإمارة (  غادة  )  على فكرة، أسمها غادة، البنت ذات الغمازات، الحلوة حد الدهشة،  لقاؤنا الأول لم يشهده القمر بقدر ما شهده المطر! ،  كانت تمطر بشدة حين التقينا، هرولنا عوضاً على أن نتصافح، لذنا تحت شجرة قَيقبْ هرمة، قالت وهي تلهث : _مرحبا، أنا غادة. كانت تجفّف شعرها بأصابعها مع نصف انحناءة عذبة، قلت وأنا أكاد اشهق من طريقة نطقها للأسم، الذي أخذ ينبض الآن عوضاً عن قلبي : _غااا. غادة، سررت بكِ. جَمدتْ اصابعها الفاتنة الطويلة عند مفرق شعرها، ضَحكتْ بخفوت وهي ترمقني، ثم ضيّقتْ مابين حاجبيها : _غادة قلت، وليس غا..غادة. يا إلهي، توقف الزمن، أسمها الوحيد ظلَّ حاضراً وبقوة، حين سرنا معاً، تركنا الأمر للصدفة، لم نخطّط لهذا، لكنها تعانقتْ وتشابكتْ، أعني أصابعنا، الملمس، ياربي، ماعساني أقول، دفء حميم وطراوة عجيبة، كادت تنزلق أصابعها هذه، لكني تشبثتُ بها كما يفعل الغريق بقشته المعهودة. غادة، يصل أسمها عند سقف الحلق فتتوهج ملامح وجهي ، أوقفتها في منتصف ا...

إثنان في قلب العاصفة

صورة
 قصة ~  إثنان في قلب العاصفة الكاتب ~  صلاح ياسين ~ يكتب.. ~~~~~~~~~~~~~~ إثنان في قلب العاصفة... حل الشتاء ثقيلا باردا  على قرية الرشاد ذات النخيل المتراص في غابات ممتدة بهامات عالية وجذوع رشيقة ممشوقة كأنها معبد روماني فيما توزعت بيوت حجرية ملونة بغير انتظام كقطع متناثرة للعبة صبي على أرض خضراء... ومن الشمال زحف غمام رمادي ينذر بالمطر....  استيقظ الشيخ من نومه مسح وجهه الأشيب وجد زوجته مستيقظة قبله بهمة ونشاط كما جرت العادة  منهمكة في عمل ما في الحجرة.. لقد حلبت البقرة وأعددت الفطور وأنت  تشخر...  قالت ذلك من دون أن تلتفت اليه.. . قال لها...  لقد رأيته في المنام.... وجمت المرأة في مكانها وكفت عن الحراك التفتت اليه بكامل جسمها الخمسيني واقتربت من السرير النحاسي في قلق أحقا رأيته ياعدنان؟ … نعم.. رأيته وهو بكامل صحته بزيه العسكري يرنو إلي بابتسامة... يالله لشد مافرحت.... وتنهد الرجل وهل حدثته؟ كلمك؟ قال لك شيء؟  وراحت تجلس على حافة الفراش وعيناها لاتتحولان عن زوجها وقلبها الملهوف يرتجف إضطرابا لم يحدثني لكن بدا سعيدا... إنها إشارة من الل...

بائعة الخضراوات

صورة
  قصة ~  بائعة الخضراوات الكاتب ~  نايف ثامر الكعبي ~ يكتب. ~~~~~~~~~~~~~~~~ بائعة الخضراوات لم يجعلنا عظماء ألا الألم الفريد دي موسيه اقتربت النسوة من سوق عريبة الشعبي.خففن الخطى وكل واحدة منهن تحمل زبيلها الفارغ بيدها.نظرن إلى مكانها.عقدتْ الدهشة ألسنتهن.تبادلن نظرات: أم الخضراوات مكانها فارغ!!؟ تذكرن صوتها المضمخ باللوعة والحزن.كن من بعيد يسمعن صوتها الناحب ينفذ من الأسماع ليبلغ الأفئدة،فينكأ جروح القلب...صوت يشتكي.. يتظلم .. يعبر عن قهرها..يستغيث: تعالن ياحبيباتي للرشاد الزين للريحان  للأكرفس ثم تختم نداءها بصوت خفيض متوسل:- أمهات المروة  أبنياتي وحدهن في البيت.لا أعرف أجعن أم رعبتهن الوحدة؟ ألخاطر الله تعالن. يسرعن إلى شراء خضراواتها ليس بدافع العطف فحسب ،بل لأن خضراواتها طازجة نظيفة.ولأنها تواصل نثر الماء البارد على خضراواتها بيديها البضتين المخفيتين بقفازين أسودين،لكن الذي يثير الدهشة والحيرة،أنها الوحيدة التي تقف في بسطتها،تحت الشمس المحرقة،دون سقيفة.فترى وجهها الأحمر.الذي يدنو من الكهولة،يغمره عرق غزير.يلمنها مشفقات: -أحمي نفسك من لهب الصيف تهز رأسها بع...

الأجير

صورة
 قصة ~  الأجير الكاتب ~ رأفت عبد الستار ~ يكتب.. ~~~~~~~~~~~~~~ الأجير  جلس سعيد  أسفل كوبري المريوطية واندس بين الجالسين الذين لهم نفس هيئته...كل يوم    يأتي سيرا على الأقدام من حجرته بكعابيش  تاركا خلفه زوجته وأولاده الأربعة.    كالعادة يمر المتعهد بسيارته نصف النقل ليختار عمالا فلايقع اختياره إلا علي الأصغر سنا والأقوى بنية...وسعيد لاهذا ولاذاك قدتخطى العقد الرابع بجسده النحيل القصير وجلبابه  المتطاير فى الهواء لشدة نحافته ولكنه يطمع أن يقع عليه الاختيار اليوم بعد مكوثه أسبوعا كاملا بلاعمل. ظهرت سيارة المتعهد بصندوقها الخشبي الذى تعلق به الجالسون أملا في الصعود إليه ولم يصدق سعيد نفسه عندما اختاره المتعهد للعمل. فقفز في صندوق السيارة وتبعه آخرون في نفس هيئته ولكثرتهم أصبحوا كجسد واحد متماسك داخل الصندوق. انطلقت السيارة بسرعة تطوي الطريق إلى أن استقرت أمام مبني فنزل المتعهد ونظر الي هيئتهم المزرية وهو يقول : _ العمل اليوم ذو طابع خاص لذا ستقومون  باستبدال جلابيبكم  بأفرولات تسهل العمل. وبدأت أصوات همهمة قاطعها بقوله: _العمل ب...