المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2022

*** أنامل دافئة ... ***

صورة
الأديبة/ وفاء عبدالحفيظ/ تكتب   أنامل دافئة  ...    أنامل دافئة  ... عبر نافذة الأمل  وقفت حين بدأت خيوط الشمس تلملم أطرافها، حيث بدأت تهبط في كهف المغيب، هلت نسمات المساء تعبث بوجهها، لكنها شاردة الذهن، تقلب صفحات الماضي، كيف لم تكن مثل أمها الحكمة الصائبة دون تكلف، في مواقف كثيرة، تضعها وسرعان ما يزول السبب في تكدير النفس، أمامها زوجها، عابس الوجه مقطّب  الجبين بصوته الجهوري يهدد ويتوعد، لأنها خرجت بدون إذنه وغابت اليوم بأكمله  ولم تبلغه بتأخيرها، هاج وماج ، نسيت تماما طفلها لدى البواب ولم تجلبه  إلى المنزل في موعد خروجه، كأنها تسمع أمها حين كانت في نفس موقفها غير أنها أودعتها عند الجارة، حين سألها الزوج  لم ذلك التأخير؟  أجابت كنت بصحبة صديقتي بالعمل حيث واجهتها مشكلة كبيرة ووقفت بجانبها لأنها جعلتني الأخت الحانية ،شعرت بالخجل  لازمتها حتى استكانت ،  فجأة تسلل خلفي وذكر كلمة عتاب، لم أخاطبه هرولت إلى المطبخ وأعددت طبق الحلوى المفضل لديه، حين رآه لاحت بوجهه إبتسامة، تعود صورة زوجها معنفا إياها، عندما تريدين الذهاب بعد ال...

*** طعنات في صدري ***

صورة
الأديبة/خولة زرزور / تكتب   طعنات في صدري  طعنات في صدري خرجت من عيادة طبيبها النفسي ورائحة غريبة تكتم حواسها.. كرائحة الدم.. بعد أن تحدثت له طويلآ عن كل ما مرت به من صراعات أسرية ونفسية مع زوجها.. ففي ساعة تحدثت عن معاناة خمس سنوات من الألم المتصاعد.. سارت كثيراً في طرقات غريبة والرائحة تلازمها تلتصق بكل ذرة في جسدها.. سارت طويلاً تحمل معها أياماً تجر ذيل خيبتها.. وتمسك بثوبها الرطب... في جو عاصف... وقفت عند جسر المدينة المطل على النهر وحاولت أن تلقي بنفسها.. وتنبهت مجدداً للرائحة المنتشرة حولها... سارعت الى المقبرة القريبة وهي تغتسل بدموعها... رمت بنفسها بين القبور... صرخت.. طبيبي أخرق.. لا يصدقني..قلت له مراراً أن هناك طعنات في صدري.. لم أعد أحتمل طعنات زوجي... ادفنوني هنا.. رائحة الدم تخنقني... بقلمي✍️ خولة زرزور

*** ومضة سعادة ***

صورة
الأديب/ عادل عبدالله تهامي / يكتب  ومضة سعادة  قصة قصيرة .........(ومضة سعادة).......... كعادته منذ زمن بعد صلاة الفجر، يقرأ الورد الصباحي، ثم يقرأ جزء كامل من القرآن ،ثم يصلي ركعتين لله.  عندما ينتهي يجد الأبناء الثلاثة يتناوبون الدخول للحمام ؛تمهيدا لتجمعهم على مائدة الإفطار بينما تقوم زوجته بتجهيز السفرة . وجوههم نضرة ،صبوحية باسمة يملأها الإشراق . يدخل غرفته؛ ليتهيأ في أجمل هندام !! بدلته السوداء الداكنة ،وقميصه الأبيض الناصع،ورابطة العنق ذات اللون القرمزي   يزينها بدبوس أهدته له أم الأولاد في عيد ميلاده الخمسين ،يضع المنديل في جيب الجاكت العلوي بنفس لون رابطة العنق، يسمع خطواتها تقترب ؛لتفتح الباب إبتسامتها الرقيقة لم ينل منها وجودها في دائرة العقد الرابع، يحب كلماتها المعتادة بالصلاة والسلام علي سيدنا ومولانا محمد ،وتعقبها بتلاوة سورة الفلق، وتعيد الآية من شر حاسد إذا حسد . تعبر عن سعادتها بوسامته ،وشياكته المعتادة، وتتفاجأ بأنه لم يلبس جوربه الأسود الداكن ؛فتجلس بمقربة منه ؛لتلبسه كما تعودت كأنها تضع آخر اللمسات، يأخذ قنينة العطر ذات الرشاش فينثر عبيرها ع...

*** فضفضة ***

صورة
الأديب/ أبراهيم مصري النهر/ يكتب   فضفضة  فضفضة  وجدته في الصباح الباكر لأحد أيام الشتاء الممطرة، يرتدي معطفا أسود بهت لونه وسقطت بعض أزرَّته؛ ربما، تصدق به أحد الجيران عليه، أو اشتراه من الباعة الجائلين الذين يبيعون المستعمل. منتعلا حذاء من البلاستيك  تحمَّل بطين الطريق الذي خلفه المطر، ويحمل في يده صرة يبرز منها حواف رغيف خبز جاف وبعض أوراق بصلة خضراء، ويشمر ذيل ثوبه بيده الأخرى ويجتهد قدر المستطاع تفادي بقع المياه التي امتلأ بها الطريق، لم يسمع صوت السيارة؛ يغطي رأسه وأذنيه ب كوفية مهلهلة. أظنه ورثها عن أبيه.  لم أستخدم آلة التنبيه مخافة أن يُفزع وينزلق في الطين. عندما اقتربت منه أكثر سمع الصوت وأخلى الطريق منحرفا إلى اليمين، بمحاذاته توقفت. نظر إليّ من خلف الزجاج الذي ما زالت بعض قطرات المطر عالقة به، فإذا به زميل ابتدائي لم أره منذ زمن بعيد، تسرب من التعليم برغم تفوقه بسبب وفاة أبيه. هو أيضا عرفني وعلت وجهه ابتسامة عذبة. ملت إلى الجانب الآخر بجذعي وجذبت الأوكرا -ربما لا يعرف كيف يفتح الباب- وما أن فتحت الباب حتى أخذ يلهج بعبارات الشكر والثناء، ويعتذر عن عدم...

في المدرسة

صورة
 قصة ~ في المدرسة الكاتب ~ د. إبراهيم مصري النهر~ يكتب... ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ في المدرسة صادفَت زيارتي للمدرسة لتفقد أحوال التلميذات الصحية  وقت الفسحة، وجدت التلميذات يلعبن في الفناء إلا هي لاحظتها؛ شاحبة الوجه، هالة داكنة حول عينيها، تنظر بنظرات ذابلة إلى زميلاتها اللاتي يجرين ويقفزن بمرح، يبدو عليها من وقفتها ما يوحي بالتعب، تسند جذعها إلى سور المدرسة رغم حداثة سنها؛ ما زالت تلميذة بزيها المدرسي الكحلي! -اقتربت منها وسألتها بإشفاق: هل أنت مريضة؟  أجابت بصوت خفيض: لست مريضة لكني لم أتناول طعاما منذ ظهر أمس.. رجيم. تأملت الجسد النحيل لصبية في مطلع المراهقة وسألتها: أ أنتِ تتبعين الرجيم؟!.. مازلتِ في مرحلة النمو وجسمك بحاجة إلى تغذية سليمة! ردت باستغراب وبلهجة من ينهي جدلا في مسألة محسومة: لكن أنا بنت ولازم أكون رشيقة، هكذا، أشاهدهم على شاشة التلفاز يوصوننا بالحمية الغذائية ويحذروننا من السمنة ويقولون ”نصف الجمال في النحافة ونصفه الآخر في النحافة أيضا“ وذلك كل صباح وكل مساء وعلى لسان خبراء في التغذية. لا أود أن أكون ممتلئة مثل أختي الكبرى التي عنست بسبب السمنة المفرطة. ون...

أنت لاتعرف، فأنا لم أخبرك

صورة
 قصة ~ أنت لاتعرف، فأنا لم أخبرك الكاتب ~ رعد الإمارة ~ يكتب... ~~~~~~~~~~~~~~~~~~ عابر سبيل (أنت لاتعرف، فأنا لم أخبرك)  ١ (غبي)  وأنتَ نائم في سريرك، وأنتَ تضمُّ يديكَ بين ركبتيك مثل طفل ، فأني أتسلل، على أطراف أصابعي أفعلُ ذلك، أجلس بهدوء، أضع يدي تحت ذقني ثم أبدأ سهرتي معك ، اتأملك، لساعات أفعل ذلك، ياغبي!.  ٢ (لهفة حب)  حين تذهب لعملك، تسبقني خطواتي صوب النافذة، أزيح الستارة، بحذر أفعلُ ذلك، أخشى أن تصطادني وأنتَ تلتفت، أحدّق فيك، في ظهرك المحني قليلاً، ياه، لو تدري كم موجعة شهقتي، حين أراك تتعثر!. ٣  (تعلّق)  أنا أكره السجائر، لكني أحلّق في سماء غيمة الدخان التي تصنعها سيجارتك، أراقبك، بطرف عيني أفعل ذلك، حين تسحب نفساً، فأنك تسحبني معك!. ٤ (مرة ومرتين)  حين تصفعني في واحدة من نوبات غضبك، أنا لا أبكِ، حتى أني أبتسم أمامكْ، لكن حين تخرج ياعزيزي أنا أتحسس خدي، وتدمع عيني مرة ومرتين.  ٥  (في كل حالاتك، أحبك)  عندما تطرق الباب وأنت عائد من عملك، أتعمدُ السير مثل سلحفاة، يروق لي رؤية وجهك الوسيم،في قمة الغضب ، يا أرنبي العزيز!. ٦...

إسكندرية ماريا

صورة
  قصة ~ إسكندرية ماريا  الكاتب ~ عادل عبد الله تهامي ~ يكتب... ~~~~~~~~~~~~~~~~~ ........(إسكندرية ماريا)......... كان إسمه ضمن كشف الفائزين بالرحلة.   أسبوع بالتمام والكمال . حياة العزوبية مملة ،والتغيير مطلوب . إسكندرية ماريا وترابها زعفران . قرأ عن الإسكندرية ،ولم يتخيل أن يأتي  اليوم ؛ليزورها ولمدة تتجاوز أحلامه . سينزل الفوج في نزل الشباب بالشاطبي. لايدري كيف ستكون الحياة في هذا  المكان المكدس بمختلف الجنسيات !! تخيل كافتيريا النزل حسب ماسمع من  الأفواج السابقة( help your self). سيجلس مع شباب لايجمعه بهم  ثقافة ،ولاحتى علاقة جوار، أو زمالة  عمل . جهز حقيبته ؛كطفل صغير يتلهف على  الرحلة . ملابسه الداخلية ،والخارجية، ولبس  البحر، وأطقم للخروج، وصابون الوجه  ،والشامبو، والبلسم ذو الرائحة ،وفوط  ،وبشكير ،وعوامة ضخمة إشتراها من  محل تصليح إطارات السيارات !!  حقيبته السوداء مر عليها أعوام دون  إستخدام ؛فبدت على غير لونها الأصلي.  أزال التراب المتراكم ،ثم مسها بفوطة  مبللة . نظر لها بغضب ؛كأنه يعاتب إهمال...

الحبة الزرقاء

صورة
 قصة ~ الحبة الزرقاء الكاتب ~ د. إبراهيم مصري النهر~ يكتب.... ~~~~~~~~~~~~~~~~~ الحبة الزرقاء اقتحم عليَّ الصيدلية، اقتنص لحظة خلوها من الزبائن.. ألقى السلام، واستأذنني وتنحى بي إلى الجانب الأيمن من (الكاونتر)، بعيدا عن المساعد الذي فهم من تلقاء نفسه ودخل معمل الصيدلية.  تئز في نفسي تساؤلات كطنين ذبابة لعينة: ما الأمر؟!  عم شعبان من وجهاء القرية وأثريائها، توفيت زوجته منذ قرابة العام، بماذا سيسِّر إليَّ إذن؟!  ما لي أراه يفعل مثلما يفعل أولئك أصحاب الحبة الزرقاء ”يميل ناحيتي ويهمهم بكلمات، وعيناه تهرول في أرجاء المكان خشية أن يسمعه أحد“.  فعلا لم تخب فراستي؛ طلبها مني.. استجمعت فلول جرأتي، التي هربت مني احتراما لبياض مفرقه وهيبته، وسألته: ألست أرملا يا عم شعبان؟!  أخبرني أنه تزوج من بنت بنوت منذ قرابة الشهر، وفي أمس الحاجة إلى الحبة الزرقاء لتعيده شابا وتطيل رقبته أمام عنفوان زوجته، ولا يشمت به أولاده، الذين أهملوه وزوجاتهم بعد وفاة أمهم، وكانوا وما زالوا ضد قرار زواجه وخصوصا من هذه البكر، التي تزوجها عندا فيهم لينجب -بإذن الله- منها أولادا يرثون معهم رغم أ...

*** العنكبوت السوداء ***

صورة
الأديب/ موسى الابرش  / يكتب العنكبوت السوداء  قُدّر لي أن أقضي ليلتي وحيداً. في جو شتائي. الأمطار تقرع الشرفة. رياح هوجاء تزأر كأسد حبيس. وميض السماء يولد من رحم الليل. أخذت أقاوم موجات النعاس. ياإلهي نفد مخزون الوقود. ساقتني قدماي لإعداد الشاي عله يهبني دفقة دفء. ياللغرابة الموقد يأبى الاشتعال تدثرت؛ حاولت الاستسلام لأحلامي. ثمة يد تجذب البطانية. اتخذت وضعية القرفصاء. هناك من يدغدغ رقبتي . انتصب شعر رأسي. ولجت دهليز الهلع الأكبر. اتسع مشهد اللامعقول. تهاوت شاشة التلفاز. خزانة الملابس أخذت قسطاً من الرقص. أسمع ولا أرى. أشباح بألوان قوس قزح أحاطوا بي. دفنت رأسي بين ذراعيّ. هاأنا ميت سريرياً أنتظر ضمة وحشة القبر. ساد الصمت  توقف نحيب السماء. تلون أذان الفجر بتأرجح صورة والدي المرحوم. انبعث من إطاره الخشبي. أي بني زن أعمالك قبل أن توزن عليك. استقبلت نهاري بخيط نوراني أبيض. بعد ان أفلتُّ من شبكة العنكبوت السوداء موسى الابرش

*** ألم ***

صورة
الأديبة/ لطيفة أيت الكريف / تكتب   ألم  ألم تعالت الزغاريد ؛ زارتني لحظة احتضارك. لطيفة أيت الكريف

*** عانس ***

صورة
الأديبة/ جمانة درويش/ تكتب   عانس  عانس ضاع عمرها وهي تدور على بعضها تأكل فيها الحسرات ودموع شاخ فيها الملح يبست أراد سقيها اتهمته بالجنون جمانة درويش

*** إنهم قادمون ***

صورة
الأديبة/ رومي الريس/ تكتب  إنهم قادمون  إنهم قادمون...قادمون كانت هذه الكلمات هي التي قادته إلى هنا إلى المصحة العقلية كان جورج يشغل منصبا مرموقاً في الجامعة كأستاذ متخصص في علوم الفضاء والفلك وكان مشهودا له بالكفاءة و التميز   ولكنه وبدون أي مقدمات أصيب بلوثة عقلية مفاجئة حيث استيقظ من نومه ذات ليلة  وهو يردد : إنهم قادمون... قادمون وتعجبت حينها زوجته مارلين وسألته من هم؟ وماذا تقصد إنهم قادمون؟ أجابها وهو يضحك بملء شدقيه: الفضائيون أيتها البلهاء  نظرت له زوجته باندهاش وتعجب فقام بهز رأسه بثقة وقال: نعم ... هذا صحيح وسيكون هذا قريباً جداً وسيحتلون العالم ثم تعالت ضحكاته فدب الرعب في قلبها وسارعت  باصطحابه للطبيب النفسي الذي أمر بإيداعه في المصحة العقلية لفترة ورغم تلقيه العلاج لفترة طويلة إلا أنه لم يتزحزح قيد أنملة عن هذه الأفكار الشاذة والغريبة وكان يصر دائما على ما يقول إلى أن جاء ذلك اليوم وحدث ما هو أغرب من الخيال حين دخلت الممرضة إلى حجرته لتعطيه الدواء كالعادة كل صباح و أصيبت بحالة من الصدمة والذهول فقد كان هناك ثقب كبير بسقف الحجرة المطل على ا...

***  نظرة للبعيد ***

صورة
الأديب/ إبراهيم مصري النهر  / يكتب   نظرة للبعيد  نظرة للبعيد أرسلت عينيها إلى الأفق البعيد عبر نافذة المقهى المطلة على البحر، أطبقت شفتيها، علَقت الكلمات في فيها ولم تخرج. حاول اللحاق بعينيها لم يستطع، فهم أنها بهذه النظرة البعيدة أغلقت كل أبواب الاستمرار معه، ولم تدع له بارقة أمل في الرجوع مستقبلا. بكبر خلعت الدبلة من بنصرها الأيمن، ووضعتها على المنضدة، وانصرفت في هدوء... ظل ساعة بعدها جالسا بمفرده شاردا، أتاه النادل وهمس في أذنه، يطلب منه الانتقال من صالة العائلات إلى الصالة الأخرى المفتوحة. نظر إلى النادل بشرود -ما زال مذهولا، لم يستوعب ما حدث، يلاحق سرابها يظهر ويختفي في صحراء قلبه القاحلة، يتساءل بأي ذنب قتلته؟!- تبسم له النادل وتركه ومضى رأفة بحاله...  لم يمكث بعدها طويلا، وأخذ يلملم شروده، ويستجمع قواه، تحسست أنامله لفائف التبغ بمهجعها داخل العلبة الورقية وانتشلت واحدة، طوقت شفتاه طرفها الذهبي في قبلة بريئة، أشعل النار في طرفها الحر، فتجاوبت متفاعلة في شكل زفرات دخان نفثه من بين فتحتي أنفه وزاوية فمه، ثم نهض واقفا وغادر المكان الذي شهد لقاءاتهما المفعمة ...

*** شوك وعلقم ***

صورة
الأديب/ عبدالوهاب ناجي ناجي/ يكتب شوك وعلقم  قصة قصيرة  عبدالوهاب ناجي ناجي  شوك وعلقم كان نشوان في جوف الصحراء، وستائر الليل منسدلة، قرر المبيت في واحة على الطريق، توقف الجمل أمام خيمة المسافرين، على يمينه جماعة يتحلقون حول نار مشتعلة يتسامرون، وفي اليسار، جمل رابض وشخص على حصيرة يلوك الطعام، وبالقرب منهما، فتاة موثقة اليدين، أثارت استيائه، أناخ جمله وترجل، التفت إلى الشخص بصوت الاحتجاج: - ألا تطعم الفتاة؟ . - اعلم يا هذا. قاطعه نشوان : - نشوان.. أنا نشوان. - وأنا سيف الإسلام..اعلم يا نشوان بأن هذه أسيرتي، وليس لك أن تتدخل بيني وبين أسيرتي. وراح يرغي ويزبد، وينعت الفتاة بأقذع الألفاظ، حتى أسمع بقية السمار، فتحلقوا حولهم، يتساءلون: - ما الأمر؟ . قال سيف الإسلام : - هذه أسيرتي، بل قولوا بأنها مصيبتي، أسرتها للحصول على المال، طلبتُ الفدية من أهلها، فأبوا، كأنهم قد تخلصوا منها، وطفتُ بها في الأسواق لبيعها ، فلم يبتاعها أحد، وهذا نشوان يتدخل بيني وبين أسيرتي. صرخت الفتاة : - اختطفني وغنمي من مراعي الحي. - أفعال قبيحة. زادت عصبية سيف الإسلام، فعرض على نشوان عرضا لا رجعة فيه: -...

*** الانطفاء ***

صورة
الأديب/ جواد المريوش / يكتب الانطفاء الانطفاء / قصة قصيرة تتمة ! ************ جواد المريوش  احتضنها نجيب ، جاثيا على ركبتيه اللتين لم تقويا على حمله . فقد كان وقع الخبر على اذنيه صاعقا ! سحبهاعن الباب جانبا ، وراح وهو يبكي ، يقبل عينيها وخديها وجبينها ، مهللا ، مكبرا ، مصليا على النبي واله . وهما لايزالان يفترشان الارض . الطبيبة ، خرجت من غرفتها ، بعد ان نادتها الفتاة البوابة ، ضاقت العيادة بما رحبت . المراجعات في قاعة الانتظار ، تجمعن حول الصبية وزوجها ، وقد عصف بهن المشهد العاطفي ، واكبرن في نجيب ، حبه لزوجته ، وحنانه عليها ، فرحن يذرفن الدموع ساخنة ، ومن خارج العيادة تهافت بعض المراجعين والمراجعات ، بعد ان سمعوا الصرخة ، والجلبة التي احدثها التزاحم ! ربتت الطبيبة على كتف نجيب ، مطمئنة اياه بأن امرأته حامل . --- حبيبتي رنا ، وهو يضمها الى صدره بشوق ومحبة ، الم اقل لك ان الله لن ينسانا ! من فيض رحمته ، وسنا بركاته ؟ لقد تحقق الوعد ، وهاهو الزائر العزيز ، الذي كنا نترقب قدومه منذ عشر سنوات يطل علينا ! -- نجيب حبيبي . ردت عليه رنا ، بصوت خافت ، وانفاس متقطعة ، ثم اختنقت بعبرتها ، فد...