المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2021

احتلال

صورة
الأديب/ نجيب صالح طه/ يكتب   ققج احتلال سكنَ ذواتًا أخرى،مجّدهم، قَدّسَ سرهم وجهرهم، فكر بعقلوهم، تلّون بألوانهم، وعندما نالت منه أعراضُ الموت الجانبية، بدأ البحثَ عن ذاته، وجدها في كل قوائمهم: خائن. نجيب صالح طه- اليمن.

السطر الناقص...

صورة
الأديبة/ عايدة ناشد/  تكتب   قصة قصيرة.    عايدة ناشد    السطر الناقص...  ظلت شهرا كاملا، وهي تكتب.. واصلت الليل بالنهار... تمنت لو تنتهي من كتابها قبل أن تشتد عليها الحالة؛ فهي تفقد  الذاكرة كثيرا....  يوميًّا تظل لدقائق تائهة لاتعرف من هي ولا أين تكون... إنها تقترب من الإصابة بالزهيمر... توفيت والدتها به... مرت عليها مثل تلك البدايات.... يجب عليها كتابة قصة حياتها.. يعرفها الجميع كأديبة مبدعة... فقد كتبت الكثير من الروايات..... ترجمت رواياتها للغات الأجنبية، حتى ذاع صيتها من المشرق إلى المغرب... روايتها الأخيرة فازت بأجمل قصة في أحد مهرجانات السينما الكبرى... لم تتزوج أبدا، على الرغم من أن أغلب روايتها تكون بطلتها متزوجة..... عاشت حياة شهرة وبذخا... يتودد لها الكثير من الرجال... رفضت أي ارتباط... كان هناك سر في حياتها لايعرفه إلا هي؛ لذا قررت كتابة رواية عن قصة حياتها تحكي فيها كل شئ: قريبا سأفقد ذاكرتي للأبد... يجب أن أجد طريقة تحفظ كل ما أخفيته عن الجميع... قبل أن يخفى عني أنا أيضا.... منذ نعومة أظفاري وأنا حبيسة الكتمان... حان وقت البوح ...

اكثر من عصفور ..

صورة
الأديبة/ عايدة ناشد/ تكتب  قصة قصيرة ... عايدة ناشد  اكثر من عصفور .. أسمها "فتحية " نشأت في بدروم عمارة سكنية كبيرة، أبيها يعمل حارس ، عندها ثلاثة أخوة هي اكبرهم ، نالت القليل جدا من التعليم الإبتدائي .  في احدي الليالي الصيفية حصل هذا الحوار بين والديها ، _ قال والدها لأمها : أديها أتعلمت تقرأ وتكتب كفاياها لكده . ردت عليه قائلة :  _كويس ياعبده دي الست " أم كريم " ماحتصدق ، عوزاها تساعدها كل يوم في شغل البيت وتدينا عشرين جنيه بحالهم كل شهر.            اليوم بلغت "فتحية " ثمانية عشر عامآ رفضت امس الارتباط ب "يس" ابن خالتها ، الذي عمل سائقآ في احد البلاد العربية، يملك شقة ، و محل صغير لتأجير العجل ، في منطقة باكوس ...               مر وقت علي عملها كخادمة عند "أم كريم ". يوم ان نبهتها قبل دخولها الحمام لتأخذ الحمام اليومي ظهرا كعادتها، بأن قالت لها : خلي بالك من حلة المحشي اللي علي النار ،أوعي تشيط منك . تقف امام حوض المطبخ تغسيل المواعين ، حين أحست بكتلة تلتصق بجسدها من الخلف، شهقت ...

النظرة الأخيرة

صورة
الأديبة / رومي الريس / تكتب   كانت ليلة هادئة وجميلة والقمر يطل من السماء ويرسل أشعته الفضية على الكون كله نظر الأب إلى الساعة في يده كانت تشير إلى الثانية عشر منتصف الليل  اعتراه القلق والخوف فولده حازم قد تأخر كثيراً عن موعد عودته ولم يتصل به طوال اليوم ليطمئنه عليه كالمعتاد ترى ما الذي حدث؟ زادت حدة التوتر لديه ومد الخوف ذراعه الاخطبوطي بين ضلوعه ينهش قلبه ويعتصره بلا رحمة لا أدري هناك ما سبب هذا الانقباض الغريب بصدري؟ لا أجد تفسيراً له  هكذا حدث نفسه فجأة يرن جرس الهاتف تتسارع دقات قلبه يمسك بسماعة الهاتف  الووو مساء الخير يا عمى مساء الخير من معى؟ أنا نادر صديق حازم تخرج الكلمات من فمه ببطء وتثاقل وأين هو؟ هل أصابه مكروه؟ هو بخير... بخير لا تقلق ولكنه قد اصيب بوعكة مفاجئة ونقلناه للمستشفى ماذا تقول؟ ما الذي حدث؟ ماذا أصابه؟ لا شيء... لا شيء فقط نرجو منك سرعة الحضور وصل إلى المستشفى وهناك اكتشف الطامة الكبرى فقد تعرض ولده الحبيب لحادث سير وهو يعبر الطريق مع أصدقائه فقد صدمته سيارة مسرعة فطار في الهواء وسقط أرضاً على بعد عدة أمتار وحدث له كسر في الجمجمة ونزيف حاد ...

الأميرة الصغيرة

صورة
الأديبة / رومي الريس / تكتب   بعد يوم عمل طويل ، مضنى مابين العمال و المهندسين ، ومابين ضجيج الماكينات التي لا ترحم يعود محسن أدراجه إلى منزله في تمام الساعة الخامسة مساءاً مجهدا وكأنه يحمل جبلين فوق كتفيه   و لكن بمجرد أن يضع المفتاح في الباب ويدير المقبض  تأتي إبنته الصغيرة أميرة (وهي فعلا تشبه الأميرات في جمالها ورقتها بشعرها الذهبي بلون الشمس  وعينان زرقاوان بلون البحر) مهرولة نحوه كفراشة جميلة فاتحة ذراعيها وتحتضنه بقوة وهي في غاية السعادة والسرور يتهلل وجهه وتنفرج أساريره ويحس براحة مفاجئة ويتلاشي التعب والهموم في غمضة عين وتدب الحيوية والنشاط والدماء في عروقه     بقلمي رومي الريس بعنوان/ الأميرة الصغيرة

الطيف

صورة
الأديبة/ رومي الريس / تكتب  قصة بعنوان/ الطيف بقلمي رومي الريس ****************** تسير جنات على الطريق بسيارتها عائدة إلى المنزل بعد يوم عمل شاق  تحرك مؤشر الراديو وينطلق صوت فيروز الملائكي ويحملها لعالم بعيد ... جميل تندمج جنات مع قيثارة السماء وتردد معها كلمات الأغنية الرائعة حبيتك بالصيف ...حبيتك بالشتا وفجأة وبدون أي مقدمات يظهر أمامها شابا يقود دراجة بخارية في الاتجاة المعاكس على بعد أمتار قليلة يسير بسرعة جنونية  تلتقي عيناه بعيناها بسرعة خاطفة تتسع حدقتي عيناها وتتسارع نبضات قلبها... لم تتمكن من أن تتفاداة  و سبق السيف العزل  اصطدمت الدراجة البخارية بسيارتها بقوة محدثة دويا هائلا وانفجرت الدراجة البخارية في الحال و أمسكت النار بجسد الشاب صاحب الدراجة حتى تفحمت جثته وضاعت معالمها وتم إنقاذ جنات بمعجزة ونقلت إلى المستشفى كانت إصابتها متوسطة ولكنها كانت مصابة بانهيار عصبي حاد وظلت تعالج وتتردد على عيادة الطبيب النفسي لفترة طويلة وفي زيارتها للطبيب قال لها الطبيب: كيف حالك الآن جنات؟ جنات بصوت خافت وحزن شديد : لست بخير  الطبيب: هل تتناولين الدواء بانتظام...

(المخادع)

صورة
الأديبة/ رومي الريس / تكتب   بقلمي رومي الريس بعنوان (المخادع) يستند على عكازين فيتعاطف معه الناس حين يمد يده طالبا المساعدة ويجزلون له العطاء  ابتغاء مرضات الله وفي آخر النهار وبمجرد أن يصل إلى منزله  يلقي بالعكازين جانباً ويصعد الدرج بكل همة ونشاط لتحصيل الغنائم

(الخيانة)

صورة
الأديبة/ رومي الريس /  تكتب   بقلمي رومي الريس بعنوان (الخيانة) ************* عاد مهاب فجأة من السفر  لم يخبر زوجته بميعاد وصوله أراد أن يفاجئها عاد على جناح الشوق متلهفا للقاءها ولقاء أبنائه كان الوقت متأخراً فتح باب الشقة ببطء شديد حتى لا يصدر صوتا سمع ضحكات زوجته تأتي من حجرة النوم ولكنه ليس صوتها وحدها فهناك صوت رجل معها فتسارعت دقات قلبه و غلت الدماء في عروقه توجه مندفعا كالمجنون نحو حجرة النوم وفتح الباب كانت الحجرة مظلمة تماماً صرخت الزوجة وتسلل شبح من كان معها هارباً من باب الحجرة وتبعه الزوج وهو ينادي بأعلي صوت مستغيثا بأخيه الذي يسكن معه في نفس البيت في الطابق العلوي مراد...مراد أمسك بتلابيب الرجل من الخلف وهو مازال ينادي على أخيه فقال له الرجل: اسكت...اسكت وكانت المفاجأة التي نزلت عليه كالصاعقة فلم يكن هذا الرجل إلا أخيه مراد تمت

تخفيف

صورة
الأديبة/ أسمهان خلايلة / تكتب   تخفيف كلماحاول  تمديد قدميه في ذلك المكان الضيق ، منعه الحراس . بمرور السنوات العشر  الأوائل على احتجازه ، أومضت   فكرته  :   كيف يفك قضبان نوافذ  حصاره؟  استحضر  بعض أمهات الكتب،    حلٌق بخياله وسهر معها  خارج المكان سطع فكره ..أزاح العتمة ..امتطى بساط  الكلمات مخترقا كوة الزنزانة. أسمهان خلايلة الجليل الفلسطيني  آب 2021

ابتزاز

صورة
الأديب / عزيز أمعي /  يكتب   ابتزاز  تعودت أن اختلي بنفسي كل صباح في مقهى لا يعرفني فيه أحد . أطلب مقهاي المعتاد، قهوة سوداء في فنجان خزفي. السيجارة والقهوة الصباحية بالنسبة للذين ابتلوا بها مثلي، لها بهجة  خاصة، فرحة ربما أعمق وألذ من فرحة لقاء  حبيب صب بحبيبته . أشعلت سيجارة بعد أن وضع الجارسون قهوتي المعتادة  على المنضدة. ضغطت على زر إيقاظ  الحاسوب. كنت قد ودعت  الكتابة بالقلم منذ عهد بعيد، وصرت اليوم عاجزا عن الكتابة بالقلم الجاف. نفقد عادات ونكسب عادات، هذه هي الحياة. زمن القلم ولى كما ولت أشياء كثيرة جميلة، في زمننا الموسوم بالتقانة والسرعة. ابتسمت شاشة الكومبيوتر في وجهي بأنوارها الفضية. ارتشفت قليلا من السائل الإكسيري البني، ثم ضغطت على إيقونة خاصة بالرواية التي كنت بصدد كتابتها.  وقبل أن أراجع ما كتبته بالأمس، جاءني صوت يقول : -السلام عليكم أستاذ . رفعت عيني عن الشاشة ، فرأيت شابا في مقتبل العمر، طويل القامة نحيفها، يرتدي قميصا أبيض اللون دون كمين. وسروال جينز أسود اللون، وبيده محفظة. أجبت : -وعليكم السلام. قال الشاب : -أعتذر أستاذ ع...

الفيروسات

صورة
الأديب / عزيز أمعي / يكتب   الفيروسات كان حالة محمد  استثنائية وغريبة  بين كل الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كوفيد 19. حين نقل إلى المستشفى كانت حالته  شبه ميئوس منها. السرعة التي داهمه بها المرض كانت قياسية، والأعراض التي ألمت به كانت مختلفة عن أعراض ضحايا كورونا. فإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة جسمه، والصعوبة التي كان يواجهها في التنفس، فقد ذهب بصره وأصبح أعمى، الأمر الذي حير الطبيب المعالج . سأل الطبيب أخاه الذي جاء به إلى المستشفى: -هل كان أخوك أعمى ؟ رد الأخ : -أبدا سيدي كان بصره عاديا ، ولم يشتك قبل إصابته بالفيروس الوبيل بأي مشاكل بصرية.  رد الطبيب : -غريب، أخوك أول مريض بداء كرونا يفقد بصره . نقل محمد   إلى قاعة الإنعاش، ليخضع للتنفس الاصطناعي. كان الطبيب على يقين بأن المريض سيموت في الساعات القليلة القادمة. لقد مر به العديد من مرضى كوفيد، أكثرهم فارق الحياة، ولم ينل منهم المرض مثل ما نال من هذا المصاب الذي ارتفعت درجة حرارته إلى مستوى قياسي، إصافة إلى فقدان البصر الذي لم يجد له مسوغا أو تبريرا.  وباء كرونا، معروف بالتدرج في هزم الجسد كباقي الأم...

الصديقة

صورة
الأديب / عزيز أمعي / يكتب   قصة قصيرة -الصديقة  لم تكن أمل تحتاج إلى ذكاء وقاد كي تدرك أن صديقتها سعاد جد حزينة، وأنها ما لجأت إليها إلا لتبثها همها لعلها تقدم له النصح ، أو على الأقل تخفف عنها مصابها. ملامح سعاد كانت تشي وتعبر أبلغ تعبير عن حالتها النفسية الجد محبطة. جلستا الواحدة قبالة الأخرى على أريكتين في صالون جميل تتوسطهما منضدة زجاجية أنيقة. ساد الصمت للحظات، تركت أمل لصديقتها بعض الوقت كي ترتاح وتأخذ نفسا على حد تعبير المصرين. قبل أن تسألها عن سر حزنها. أخيرا تكلمت سعاد، وهي تحاول أن تمنع دموعها من الانسياب كجدولين متدفقين على خديها الأسيلين : -معذرة عزيزتي أمل على الإزعاج ، لكنني جد حزينة  ومحبطة، ولم أجد غيرك صديقتي العزيزة كي أشاطره همي، وأطلب منها النصح و..  قاطعتها أمل قائلة: -طبعا.. طبعا حبيبتي، نحن أكثر من صديقتين بل أختين ، ولا أسرار بيننا . شكرتها سعاد، ثم روت لها دون  أن تدخل في كل التفاصيل التي لا جدوى منها، كيف تدهورت علاقتها بزوجها، و أصبح زواجها على حافة الانهيار. أضافت قائلة: -أكثر من مرة جلست لوحدي، أتساءل وأحاول  أن أفهم ما السبب ال...

الموءودة

صورة
الأديب/ رياض أنقزوا / يكتب   الموءودة كان أبي كثير الغياب. لا أذكر من تواجده بيننا إلّا تلك الدقائق التي يغلق خلالها باب غرفته بعد ان يطلب من والدتي الالتحاق به، أو حين كان يدخل علينا في العيد محمّلا بالألعاب. وكانت أمّي التي مازالت حينها طفلة تراقب في صمت مؤلم، وتنتهز غفلة منّا لتستأثر لنفسها بالدمى. رياض انقزو مساكن/تونس

الضعف الواهي)

صورة
الأديب / رشاد علي محمود/ يكتب قصة قصيرة (الضعف الواهي) تمتمت في داخلها ببعض الكلمات الحانقة؛ فهي لا تستطيع أن تعترض إلا بداخلها وعندما تفرح لا تفرح إلا بداخلها و ٠ ٠ و ٠ ٠ الشئ الوحيد والمسموح لها هو أن تبكي وتتذلل؛ سارت كل الطريق وهي تارة تدعو وتارة تلعن وتارة تعترض وكل هذا يحدث في صمت رغم أنها متيقنة انها تسير وحيدة وهذه المرأة اللعينة والتي تخاطبها (يا ستي) في المنزل ولكن إعتيادها الخوف والقهر جعلها تخشى ان ترفع صوتها وهي ماضية في طريقها إلى البائع الحادي عشر والذي تعيد إليه ما ابتاعته لسيدتها اللعينة؛ ولكن من رحمة الله عليها ان جعل الباعة يتعاطفون معها ويردون ما تريد إرجاعه؛ رغم أنهم يرفضون فعله مع سيدتها المتسلطة الجبارة؛ فكرت مرات عديدة في أن تقتلها ولكنها سرعان ما تنحي الفكرة جانباً وهي تسأل نفسها وهي في شدة الرعب وألفزع وماذا لو لم تتمكن من القضاء عليها؟ ماذا ستفعل بها والأمر الآخر وأين تذهب بعد أن تقتلها فهي ليس لها أهل ولا مأوى فهي كل ماتتذكره عن أهلها أنها كانت تسير مع والديها هي وشقيقها وضلت طريقها وأخذها احدهم ليعيطيها لهذه السيدة المتعجرفة مقابل كثير من المال والذي أغدقت...

من الطفولة

صورة
الأديب / محمد سلاك /  يكتب   من الطفولة  كنا ندرس في مستوى الخامسة ابتدائي،  لم يكن المعلم ليكلف نفسه عناء ضرب التلاميذ أو عقابهم بل كان يأمر تلميذا ضخم الجثة إسمه يوسف له أيادي كبيرة، بصفع التلاميذ على وجوههم و كانت قهقهات المعلم و التلاميذ تتعالى بين الفينة و الأخرى  حين يصاب أحدهم بالإغماء من شدة الضرب.  حدث مرة أن طرح الأستاذ سؤالا في التاريخ، فرفع الجميع أصابعه ، إلا يوسف كان قد رفعه ثم خفضه ظنا منه أن الأستاذ سيأمره بصفع أحدهم، لكن الأخير تنبه للأمر فوجه له السؤال مباشرة عجز يوسف عن الإجابة فجره من ثيابه و أمطره ضربا و صفعا حتى احمرت وجنتاه،  و أصبح اضحوكة بين التلاميذ و منذ ذلك الحين عم الهدوء، و تخلى المعلم عن ضرب الأطفال بعد أن رفض يوسف تشغيل يديه في صفع زملاءه، رغم إصرار الأستاذ . محمد سلاك

عناد في سن التسعين

صورة
الأديب/  محمد سلاك /  يكتب   عناد في سن التسعين  كان كبير إخوته، تمكن من كسب ثقة أبيه المسن، و استغلها لصالحه، نمت ثروة الأسرة بشكل مذهل، و تضاعفت مساحة الأرض مرات عديدة، ازداد عدد رؤوس الماشية حتى أصبحت تعد بالآلاف، وازداد قطيع الأبقار بشكل لافت، كبر إخوته و توفي أبوه فجأة إثر مرض عضال أصابه في مراحله الأخيرة.  و بقيت أمه برفقته زمنا حتى حلت مرحلة الحسم،  طالب إخوته بقسمة الميراث لكنهم فوجؤوا بالخدعة  فقد تحولت جميع الأراضي و الممتلكات لصالحه بفضل توكيل أنعم به الأب المتوفى عليه.  مرت السنوات و الأم تحثه على إرجاع الحق لذويه، لكنه ظل عنيدا، و رافضا، رفعت القضية إلى المحكمة  فنسي أمرها و ظلت حبيسة الرفوف، في كل مرة يضطر إلى بيع رؤوس الأبقار ليغدق على المحاميين و رؤساء المحكمة و القضاة لينتهي الأمر بهم إلى فقدان القضية،. تخلت عنه أمه المسنة و لجأت إلى أصغر أبناءها ، أصيب بحمى الثروة و جمع المال، و طرد أولاده حتى زوجته لم تسلم منه، اختار لنفسه دابة عرجاء يجوب بها الأراضي و يحرص على تعداد  رؤوس الماشية كل مساء، لباسه واحد لا يغيره إلا مرة ف...

عرس مدرسة

صورة
الأديب / أبو أيوب أحمد الحمادي / يكتب   عرس مدرسة  كنت في مرحلة الإعدادية في مدرسة مختلطة وكنا في فصل الشتاء واثناء  فترة الاستراحة الأخيرة وهي الفرصة وكان مايزال  لدينا درس أخير لينتهي الدوام المدرسي وإذ صوت عرس وأغاني زفة العريس وصاح المدير لأحد الأساتذة وقال له لقد قامت القيامة في الطابق العلوي هيا اصعد بسرعة وانظر ماهية الامر فرد عليه الأستاذ وقال له بل هذا عرس في الشارع يا استاذ وانتظروا قليلا ولم يخفت صوت الزفة وهنا انطلق الأستاذ مسرعا إلى الطابق العلوي وهو يحمل عصاه الملونة وراح يسرع في خطاه و بسرعة فتح الباب لندخل الصف ونشاهد الفوضى تملأ المكان وكانت إحدى الطالبات تحمل زميلتها على اكتافها وهن يغنيين اغاني الأعراس وكانت تنطلق الزغاريد كلما حدث صوت إطلاق نار وكان هذا الصوت هو من خشبة أحد المقاعد ويتم إصدار الصوت بأن تضع إحدى الطالبات قدمها على الخشبة وترفع أحد أطرافها وتفلتها بقوة على الأرض وهي تضغط عليها بقدمها لتصدر صوتا عاليا كطلق ناري وتنطلق الزغاريد بعدها من بعض الطالبات اللاتي يجيدن الزغاريد وكان مع احداهن علبة سكاكر نوع ناشد إخوان حيث كانت ترش السكاكر عل...

نزوح

صورة
الأديبة / سوزان علو /  تكتب   نزوح  عانقتْ روحُهُ السماءَ ، يده تَتلمسُ خيمةَ النزوحِ ، ظناً منهُ أنها حجارةُ بيتهِ القديمْ ... سوزان علو

ونستحق الحياة

صورة
الأديبة/ سوزان علو / تكتب ونستحق الحياة هزت الأم عرش الرحمن بصراخها وبكائها، وهي تستنجد بكل من في المشفى حتى يسمحوا لها بلمس ولدها ولو لمرة واحدة، ولدها الذي راح ضحية فيروس كورونا..ولدها الذي عانى من غسيل الكلى..صبرت عليه الأسابيع وهي تتأمل شفائه لكن الفيروس لم يحتاج إلا لخمسة أيام حتى يسرق منها كل لحظات الصبر. كانت أحلام الطبيبة الشابة ذات السابعة والعشرين من العمر تتأمل ذاك المشهد بعينين يختلط فيهما الكحل والدمع معا..بخطى متوترة متعبة سارت نحو غرفتها..حملت هاتفها الجوال وقررت أن تكتب له كعادتها اليومية فكتبت رسالتها -أنا متعبة حد الوجع ياوائل ..ضاقت الأيام بنا كما ضاقت الأحلام..الشوارع غسلت نفسها منا..حتى ياسمينها ما عاد يشبهنا..حظر التجول مستمر حتى انتهاء الوباء. اليوم ودعت مريضا آخر..شاب بدوي حمل كل صفات خجل الرجل الشرقي..قال لي:أحب الحياة يا دكتورة..تمنيت وقتها أن أكون فراشة..ألم تقل لي أن الفراشات يحيين الزهور..لقد وجدت فيه الزهرة التي تستحق الحياة مايؤلمني أن الموت صار عادة..عادة ترافقنا كل يوم..كوقوفنا في طوابير الإنتظار..أو نزولنا وصعودنا مرات عديدة على السلالم لرفع قاطع الأمب...

مجرد نبض؟!:

صورة
الأديبة/ أناستاسيا أمال / تكتب   مجرد نبض؟!: تأملها وقال: "كان هناك فتاة اسمها لوعة، تعلق بها الجفاء، اقترن بها الوفاء، خذلها الاكتفاء......" ورمقها بنظرات مرهقة قائلا:" ألم تستسلمي لسلطان النوم بعد......، ومازلت تريدين مني قراءة نفس القصة المفضلة لديك...... يبدو أنك تتلصصي على غفوتي الليلية وتنافسيها علي أليس كذلك......؟! ألهذه الدرجة تغارين علي؟!، من النوم الذي سيلاعب أجفاني؟! ألم تتعبي من اللائحة التي حضرتها آنفا لنفسك؟!، أكثرت خصومك فزالت راحة بالك وسكينة قلبك، ونقاء صدرك وصدري؟! أتذكرين غيرتك من أشعة الشمس المداعبة لوجنتي..... أتذكرين غيرتك من الرياح المتلاعبة بذؤابة شعري..... من الماء الملامس لمحياي كل وقت استجابة لنداء البر التواب من الأنفاس التي تتراقص في داخلي كل لحظة، أنت تغفلين فيها عن مراقبتي التي أرهقتك كثيرا، وأسعدتني....... أي تعلق جنوني هذا الذي أرداك ذكرى، وأرداني أسيرا لها إلى أن ألقاك يا من حولتني إلى نور يضيء ظلام فراقك..... وقبّل صورتها بحرقة متمنيا لحاقه بها ككل ليلة...... أناستاسيا آمال

أنا وهو

صورة
الأديبة/ فاتن ميخائيل / تكتب أنا وهو .................... كيف دخلت إلى هذا الصندوق المتحرك   إنه يتلبسني ... يحاصرني دوماً  كأني أسكن في كهف منذ دهور ، أشعر بتمللي منه .  في الصباح أرتديه أو ربما هو يرتديني لا أدري.   أذهب إلى عملي وهو معي يرسم على وجهي إبتسامة عريضة ( لا يشعر بحزني ) يتودد لأشخاص لم يروقوا لي يوما قط بحجة (المصالح مشتركة). يجهدني في تنقلاتهِ اليوميه ،يعمل دون كلل . متعب أنا يلحٌ عليّ بمتطلباته ، أصرخ :- ماذا دهاك تجري في هذه الدنيا كجري الوحوش؟    يرد :- مهلاً مهلاً يا ضميري فالمال هو مفتاح السعادة ومصدر قوتنا ونفوذنا.   ذات مرة ذهبنا أنا وهو بنزهةٍ قصيرة على شاطئ جزيرة ، جلس على الرمل ليعيد ترتيب حساباته أما أنا فشكوت للبحر همي وقلة خياراتي   عند العودة إلى الدار خلعتُ وجهي المستعار وقفت أمام المرآة فاجأني شكلي . في تلك اللحظة مر شريط حياتي من أمامي كسرعة برق ، لقطات متقطعة ، متتابعة ، وأمي تقف خلف ستار غرفتي تراقبني ، ترمقني بحزن شديد. لم تشهد شكلي هذا من قبل!! أنا هو ا...

على بير الصفا

صورة
الأديب /فيصل سليم التلاوي/ يكتب   على بير الصفا ( قصة قصيرة) بقلم: فيصل سليم التلاوي ( تغنيت بفلسطين الحلم عمري كله، فلما زرت فلسطين الحقيقة, التي أعطيت لنا, وشاهدت ما فعلناه بها, تذكرت هذه القصة )      كان فارس اسمًا على مسمى، زينة فرسان العشيرة، وجوهرة شباب القرية بطوله الفارع وقامته الممشوقة في مثل استقامة الرمح. وكانت أيام الأعراس ولياليها هي المناسبات التي تتجلى فيها مواهبه الفائقة في ميدان الفروسية، عندما يتسابق الفرسان أثناء زفة العريس على ميدان بيادر القرية، أو قبل ذلك أثناء مواكبة العروس إن كان قدومها من إحدى القرى المجاورة، ومثل ذلك في حلقة (الدبكة) عندما ُيلوح بمنديله على رأس الحلقة، بينما تتحفز قدمه اليمنى ذاهبة آيبة استعدادا للانطلاق، ويشنف الآذان صوت نايٍ شجيٍ يسري في العروق فيبعث فيها رعشة ونشوة غامرة، تتبعه أغنية يترنم بها أحد أفراد الحلقة: (  نزل عالدبكة اللوّيح الشاطر                              لوحة يمينه تشرح الخاطر ) ثم تطير الأقدام والأبدان من زهوها وانفعالها طيرانا...