المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2022

*** رحاله ***

صورة
الأديب/ أحمد إبراهيم  / يكتب   رحاله (رحاله) أصابه الملل على حين غرة، توجه إلى إحدى الغرف، حيث توجد بداخلها مكتبة كبيرة، تحوي العديد من الكتب في شتى المجالات، ورثها عن والده الذي كان محبا للقراءة وورث هو أيضا عنه هذا الحب. كتب في الآداب، الفنون، التاريخ، الجغرافيا وغيرها من المجالات. من بين هذا العدد الكبير، هناك كتاب شعر بالسعادة عند رؤيته، والتقطه ثم جلس على مكتبه قبل أن يبدأ في إزالة الغبار الذي تراكم عليه وتصفحه. هذا الكتاب أول كتاب قرأه في حياته وكان سببا في تغييرها وهو رحلة ابن بطوطة، حيث تحدث فيه عن شعوب وحكام البلاد التي زارها، ووصف عاداتهم وتقاليدهم وملابسهم. ما قرأه فيه جعله يأمل أن يصبح يومًا ما مثله، يجوب العالم، يتعرف أيضًا على الشعوب وثقافاتهم المختلفة وكل تفاصيل حياتهم عن قرب وكان له ذلك. بعد الانتهاء من دراسته الجامعية، بدأ رحلاته الأولى، التي كانت إلى اليابان ثم الهند، ولقد أبدى إعجابه باليابان وتقدمها الصناعي والتكنولوجي، فضلاً عن احترامهم للوقت وعدم إهداره. في الهند، أعجب بتنوعها العرقي والثقافي والديني، مبانيها ومعابدها الأثرية، والحيوانات النادرة في غاباته...

*** غفلة ***

صورة
الأديبة/ سعاد جكيرف  / تكتب     غفلة اغترّ بالفتوّة والجاه،استلذّ المعاصي،باغتته رياح السُّقم، لجأ إلى تعاويذ العرّافات... لم تمهله عقارب الزمن التوبة؛ هلك في بحر الظلمات.                                              بقلم:جكيرف سعاد 🌹

*** الجزاء ***

صورة
الأديبة/ نسمة هادي  / تكتب   الجزاء  الجزاء...    بقلمي كانت وفاة الصغير عماد حدثا هز مدينتنا الصغيرة، فقد ثكلت الأم أنعام بغرق صغيرها في بركة صغيرة من الماء الآسن أمام بيتهم وهي في فترة النفاس بولادة طفلتها الثالثة . أقبلت نساء المدينة لمواساتها، وكن يرين شابة تجلس بالقرب منها تندب الصغير عماد شمعة البيت وزهوته كما كانت تصفه، إنها العمة نجلاء، التي تطلقت منذ عام وعادت لبيت أخيها . عام مضى والحزن يغلف أرجاء البيت  فعماد الأبن الأكبر والولد الوحيد، اجتمع الأهل والأقارب لإحياء الذكرى السنوية الأولى ، بعض النسوة اقترحن على أنعام بالحمل فقد يرزقها الله بولد يخفف من صدمة الفقد. بعد العشاء غادر الجميع وبقيت الاسرة الصغيرة تستذكر عماد بذكائه وظرافته، فجأة انتبهت نجلاء -أين الصغيرة إيمان؟ وجهت السؤال لزوجة اخيها وواصلت تساؤلها لم أرها منذ العصر؟ بفزع قالت الأم كنت أظنها معك فهي لم تفارقك مذ جئت للبيت، بغضب قال الأب هل هذا وقت السجال أين الصغيرة؟ بدأ الجميع بالبحث عن الصغيرة في أرجاء البيت دون جدوى، خرج الأب يستكشف تلك البركة، لا أثر سأل الجيران هب الجميع للبحث عن ا...

*** وزن الريشة ***

صورة
الأديب/ أبوالقاسم محمود  / يكتب     وزن الريشة مساحة الزنزانة لا تتجاوز بضع مترات، عشرات الأجساد يلاصق بعضها بعضا كقطع الأسقمري المعلبة، أجساد متكدسة ومشوهة ، لا تكاد تفصل جسد هذا عن أعضاء ذاك !! رتب هذه الأجساد ليلا رئيس الغرفة على طريقة (تقالش) كما يسميها السجناء هنا ، يتقابل الشخصان جلوسا ، تلتصق المؤخرتان ، يضع كل منهما رجله اليمنى على الكتف الأيسر المقابل والرجل اليسرى على الكتف الأيمن،  تختلط الملامح لتصنع هيئة كاريكاتورية متشابكة ، إنه منظر سجن داخل السجن.. ٱرتفعت معدلات الجريمة، ونتيجة لغياب عقوبات بديلة ضعفت الطاقة الإستيعابية للسجون .. يغطى ثقب المرحاض بنعال النزلاء ، يفرش بما تيسر من بطانيات ليتم حشر ما تبقى من السجناء فوقها، كلما زاد العدد يتم وضعه من فوق والضغط عليه حتى يلاصق جزء منه الأرض.. يستفيقون على صوت الحارس وهو يقرع باب الزنزانة ، -. النداء  يقفون بصعوبة ، عيونهم شاخصة في سجان جديد يعدهم (واحد ،إثنين ...) ، قام بتبديل صاحبه هذا الصباح ، وليتأكد ، يقوم بعملية إحصاء كل غرفة تجنبا لهروب محتمل.. بجانبي شخصان ، بالكاد يقويان على الكلام يسأل أحدهم...

*** بستان النخيل ***

صورة
الأديبة/ جميلة لوقاف / تكتب  بستان النخيل  في بستان النخيل الذي أفنى عمره وهو يعتني به ، ووسط آلاف النخل التي كان قد أعطى لكل واحدة منها اسما كما أعطاه لأبنائه ، ترنو نفسه وقد أرهقته الوحدة والكبر .  جلس الشيخ الذي ناهز السبعين من عمره فوق حجر كان قد هيأه ليرتاح عليه بعدما جمع أعواد النخيل الميتة وبعض الأعشاب الطفيلية اليابسة التي ملأت المكان ، وأشعل فيها نارا أوقد بها ذكريات مشتعلة بقلبه ، اختلطت رائحة الدخان مع نسمات الشتاء الباردة فعبقت برائحة  هيجت ما بداخله  هبت عاصفة الذكريات الهوجاء وإشتد صقيع الوحدة يملأ المكان ، ووسط بردة من أحزان ..  أحس بالبرد الشديد يلف جسمه الذي هرم وانحنت أضلعه فاستعان بعصا ، تلازمه كظله يستند عليها في دروب هذه الحياة القاسية وله فيها مآرب أخرى ، راح يقلب أعواد الحطب والسعف المشتعل ليتدفأ .. تاه بأفكاره بين ذكريات جميلة وأخرى مريرة ، يحرك الحطب ليزداد لهيب النار كما يزداد لهيب الشوق في أعماقه . وسط أحزانه يتكلم بلا صوت ، يئن ويتألم .. يرى كل من حوله وقد أصبحوا من عدم إلا تلك النخلات مازالت وفية له ، شامخة تسانده تقول له : لا ت...

*** قدّيسة ***

صورة
الأديبة/ سيدة بن جازية / تكتب   قدّيسة لم يرد  إزعاجها، أغلق الباب بكل لطف كالمعتاد وغادر البيت إلى الدكان اقتنى ما يلزم للفطور ثم توجه ناحية الفطائري واشترى الفطائر اللذيذة التي كانت تشتهيها بل تحن إليها كلما تذكرت حنو والدها ، يمر بالخضار يتزود بكيسي غلة يصنع منهما عصيرا حلوا ثم يعود أدراجه، يحاول فتح الباب بكل تؤدة حتى لا يحدث ضجة يتوجه بسرعة نحو المطبخ، يعد الإفطار والطاولة على أنغام فيروز الهادئة يوقظها مع قبلة الصباح الجميلة،.  _ آه ! تأخرت كالعادة في النهوض سامحني، عزيزي لن أكررها.  _ لا لن أسمح لك بالنهوض والتعب إنك تحملين ابني، فلذة كبدي يترعرع بين دواخلك، على كفوف الراحة سأرعاكما.  _ هذا دلال لم أحلم به قط، دع عنك، سأضطلع بكل الأمور.  _دعي عنك عنادك المعتاد، انتبهي إلى ابني، لن أرحمك إن أصابه مكروه.  _ سأحاول ما استطعت.  مرت الأشهر الثلاثة بين توجع وألم الوحم و الغثيان حتى استفاقت ذات يوم على شعور غريب، أخبرت زوجها بالأمر فحملها على جناح السرعة إلى الطبيب المختص، انتظرت دورها وما إن انهت المقابلة حتى انقلبت حياتها رأسا على عقب، لقد فقدت ...

*** قصة خضرة ***

صورة
الأديبة/ رومي الريس/ تكتب  قصة خضرة  بقلمي رومي الريس بعنوان/ قصة خضرة  انفجر موقد الغاز بوجهها حين كانت تعد الطعام لوالدها وزوجته غابت عن الوعي وحين أفاقت تمنت الموت فقد تشوه وجهها الجميل وضاعت ملامحه وتحولت إلى وحش قبيح يخشى الجميع النظر إليه كانت صغيرة حينها ثم كبرت  وأصبحت شابة في ربيع العمر  لكن لم يتقدم لها أحد واستغلها والدها من أجل كسب المال من ورائها حيث ألحقها  للعمل بمكتب الخادمات  في العاصمة  ركبت القطار  أخذت تنظر من وراء النافذة بعينين زائغتين  لترى العالم للمرة الأولى من وراء نقابها الذي ارتدته مجبرة لإخفاء وجهها المشوه حتى لا يخشاها أرباب العمل الذي التحقت به وهناك عملت بهمة ونشاط ونالت إعجاب وتقدير ربة المنزل  وذات يوم بينما كانت تتسوق كعادتها كل صباح لإحضار متطلبات البيت لسيدتها  لاحظت نظرات ذلك الشاب تلاحقها و تتسلل إلى أعماقها في تلك اللحظة سرت قشعريرة باردة بجسمها انتفضت من شعر الرأس لأخمص القدم وسارعت بمغادرة المكان وقلبها تتسارع دقاته و يكاد أن يتوقف من شدة الفرح والسرور لكن الشاب لم يتوقف سارع بملاحقتها...

*** المال والبنون ***

صورة
الأديب/ عادل الارياني/ يكتب المال والبنون    ققج "المال والبنون"  أوغر صدر والده على أخيه ، سول له الشيطان أن يطعن عرض زوجة أبيه، وضع يوسف في صندوق وضاح ودفن في الجبل. عادل الارياني

*** استراحة ***

صورة
الأديب/ عبدالرؤوف علي / يكتب استراحة ق.ص: استراحة قصيرة.. ............................................. بينما أتجول بين محلات سوق الخضار، إذ استرعى انتباهي ثمرات مستطيلة، موضوعة بداخل صندوق، أمام أحد المحلات.. خفق قلبي بقوة، واقتربت؛ لأتأكد من محتوي الصندوق؛ لأجدها بالفعل ثمرات من الخيار.. استقبلني بائع الخضر؛ ليسألني: - أي خدمة؟ أرتج عليّ، وأجبت باقتضاب، أن: - لا شكرا.. لاحقني بصوته الجهوري: - جرب يا أستاذ، لن تخسر شيئا، فطعمه مثل العسل.. هنا آثرت الانصراف متمتما: - أنا أصلا لا أحب الخيار، ولا أستسيغه.. بالفعل،، لم أبتع منه في أي مرة؛ لأجد طعمه جيدا.. حتى أنني لم أذق في حياتي كلها إلا ثمرة واحدة حلوة.. تهيجت أشجاني عند تلك النقطة، فقد اجتلبت ذكرى قديمة، منذ مقتبل الشباب.. وما أدراك ما مقتبل الشباب؟! ****** في ذلك الحي الشعبي الذي نشأت فيه، وبينما كنت في مرحلة من مراحل (المرمطة) الكبرى في مقتبل شبابي، كنت أعمل موزعا لمنتجات غذائية يفضلها الأطفال، والكبار- على حد سواء-  من فئة الكيك والبسكويت... إلخ.. عمل مرهق جدا، يتطلب دفع (تروسيكل) من طراز قديم، عبارة عن: صندوق له ثلاث عجلات، تدا...

*** برلين ***

صورة
الأديبة/ نسمة هادي / تكتب    برلين  ... بقلمي مع كأس الشراب الرابع أقسم لرفاقه أنه سيعبر الجدار، ضحكوا، وذكروه أنه يكرر هذا الكلام منذ ثلاثين عاما، بإصرار :- الليلة سأفعل، خرج من الحانة مترنحاً لحقوا به يحاولون ثنيه، لا فائدة  -اليوم سألتقي بزوجتي وابنتي،  -تعرف أنهما قتلتا وهما تحاولان العبور.  بعناد:- لم يحدث.  - مادمت مصراً إلبس معطفي الاسود، فالمراقبة نشطة، والقمر مكتمل الليلة، عدا عن الكشافات في الجانبين.  -خذ اغسل وجهك وانتبه أين تضع يديك، بحزن قال أحد الرفاق،  احتضنه بمرح:- لا تقلق، أعدك سنلتقي في الجانب الاخر.  بهمة بدأ التسلق ،الرفاق يراقبون بقلق،  نجح بصعود أمتار قليلة، كبر جمع المراقبين، مشجعين له بالتصفيق والصفير، نداءات الحرس تدعوه للنزول، يحاول الاطفائيون الامساك به ترشقهم حجارة المشجعين، أخيرا وصل إلى الأعلى مكبرات الصوت في الجانبين تدعوه للعودة، بفرح يركض، طائرة هيلكوبتر تحاول ارعابه، لا فائدة،  رصاصة ترديه، يسقط الجدار.          نسمة، هادي// 2020

هــل مِــنْ عــربـةٍ أُخـرى ؟

صورة
  قصة ~ هــل مِــنْ عــربـةٍ أُخـرى ؟ الكاتب ~ ابراهيم الغراوي ~ يكتب... ~~~~~~~~~~~~~~~~~  هــل مِــنْ عــربـةٍ أُخـرى ؟ واقفـا , قـاعدا , كنت ماذا , كيف كنت لا أدري ؟ ضفائر الأنابيب اللينة تخترقُ عليّ جدار وحشتي فاحمة الليل . ينهمرُ جوفها فوقي بلذائذ الطعام والشراب . أنا إمبراطور تلك المملكة الخالية السكان . ربّما رحل أهلها مع أول عربات القطار . أفتح عيني , أغمضها . لا فرق . الظـلام الجاثم فوقي بملل , جعلني لا أميّـز المحيط . فمي مقفل بسكوت من حديد . انزلقُ , اتدحرجُ , لا أجد ردود أفعال لدحرجتي تنبئني بمحدودية المكان . أين أنا ؟ من أسقطني في هذا السكون ألقسري ؟ لماذا لا يمكن التعبير عن الذات بشيء من البكاء أو الشكوى ؟ ربما هذه الأشياء محكومة بوجود بشر؟. امتلأت غيظاً , قرفاً , لتلك الراحة المفرطة . تحسستُ وجود أعضائي . انتفضتُ واقفا , معلناً عن عدم حاجتي لها . يوم ذاك كان امتداد قامتي سبباً لتهديم أسواري المصبوغة بالليل , وسبباً موجباً أيضا لتقديم استقالتي عن العرش . أمّي هي أوّل من تهلل وجهها بالفرح لهذه الإستقالة , فمولودها كان ذكراً. ولأنها منذ تسعة أشهر كانت مضمخة بالوهن ...

*** بحث علمي ***

صورة
الأديب/ عادل عبدالله تهامي / يكتب  بحث علمي  (قصة قصيرة) ..............(بحث علمي)................... كان الجو صحوا على غير العادة، والوجوه عليها نضارة لم يسبق أن رأيتها ؟! وكانت رغبتي جامحة  للسير ، لاألوي على شيء بذاته . رأيته جالساعلى طاولة بصدر المقهى ..أمامه النارجيلة..النادل يرص الحجر، ويشعل الفحم ،بينما هو  ينفث دخان  سيجارة ،لفت إنتباهي ملابسه الرثة ، وشعره المغبر الكثيف بسواد يميل للون الرمادي،كانت جلسته  بغرور يصل إلى حد الصلف ،نظرت نحو صاحب المقهى مبتسما،وجدته يبادلني نفس الإبتسامة، نظر هو بامتعاض نحوي ووضع ساقا فوق ساق..أدركت أنه يرد الصاع صاعين  ،ذهبت لألقي نظرة على سوق البلدة، تجولت بنظري نحو قائمة الأسعار ،عدت دون فاكهة كنت أحبها، تذكرت فقط حزمة الكرفس التي طلبتها زوجتي !! كنت مارا بالمقهى في طريق عودتي، لم أجده ،سمعت صوت صاحب المقهى يناديني ،تصورت أن في الأمر شيء ، بادرني بإجابة لسؤال كان يدور في خلدي..قلت : لاحول ولاقوة إلا بالله ، كثير من العباقرة ذهبوا في هذا الطريق! إستطرد صاحب المقهى:  أستبشر به خيرا ؟! عاد الرجل؛ ليجلس نفس الج...

*** شكران ***

صورة
الأديبة/ رويده الترك  / تكتب   شكران  شكران في رسائلها القديمة،  وجدت كلمة ثمينة  أحببتك،  يا لها من كلمة عميقة . ابتسمت وتنهدت تنهيدة طويلة ..ياه، كانت قصة جميلة ، صدفة،  وإعجاب، لقاء،حب كانت فصول لرواية شهيرة .. غاب وبدأت الأحلام يتراكم عليها الغبار ، ولعنة الاشتياق بازدياد..  أتغاضى بالصمت،  أتواصل بالنظرات ، والأيام وكأنها سلسلة حول عنقي من نار ..من شدة اختناق السؤال .. أين هو ؟؟ هل سيعود ؟؟ هل نسي الوعود والعهود ؟؟ أكنت شيئا عابرا ، أم حجر عثرة وازاله عن طريقه؟ ..لا هذا محال !! .. هو باختصار،  تزوج وأنجب بنتا أسماها بهار ، على أسمي،  ليتذكرني كلما صرخ باسمها،  ولبت النداء ..أما أنا على الحائط مركونة، بشريط أسود مشدودة، عاطلة عن الحياة مسلوبة ، موهبة الابتسام لدي معطوبة،  وملامحي تركض هنا وهناك، فرحة ملهوفة. رويده الترك

*** ست الحسن والشاطر حسن ***

صورة
  الأديبة/ رومي الريس  / تكتب  ست الحسن والشاطر حسن   بقلمي رومي الريس بعنوان/ ست الحسن والشاطر حسن  كعادتها كل صباح ومع شروق شمس اليوم الجديد تستيقظ العمة لطيفة لتملأ دلوها بالماء فتحت الصنبور ضعيفة ومرتعشة وقد برزت أوردتها و شرايينها  ذات الخطوط الحمراء و الزرقاء  تدفقت المياه بقوة ومع هديرها  سرحت بخيالها وتذكرت وقتا كانت في مقتبل حياتها كزهرة جميلة في فصل الربيع  تتمتع بجمال أخاذ  وقوام ممشوق كانت بحق أجمل فتاة في القرية  يطاردها شباب القرية و يتنافسون في سباق محموم لخطب ودها ولفت نظرها دون جدوى  لقد تجاهلهم جميعاً  إلا حسن لقد كان هو الشاب الوحيد الذي خطف قلبها وفاز بحبها وتزوجت ست الحسن من الشاطر حسن و أنجبا البنين والبنات  وفي البداية مر زواجهما بعواصف وتقلبات  كثيرة كانت كفيلة بالقضاء على حبهما لكنهما صمدا ووقفا بقوة بوجه الرياح لكن ذات يوم حزين سافر حسن لبلاد بعيدة من أجل لقمة العيش بعد أن رزقا بعدد كبير من الأبناء  لكن انقطعت أخباره عنها  ولم تعرف ما مصيره ؟ هل مات ؟ أم لا يزال على قيد ال...

*** أكباد فاضت بالرحمة ***

صورة
الأديب/ أبوالقاسم  محمود/ يكتب  أكباد فاضت بالرحمة    أكباد فاضت بالرحمة غبار يجثم على صدري، خياشيمي أصابها التلف، أعدل من لثامي بوضعه فوق أرنبة انفي لأخفظ من منسوب النثانة .. في نياط القلب غصات مكدسة !!  أمط شفتاي متذمرا من نقع معاركهم ، صرت مكتظا بالغضب .. أهرب من سهام  عينيهم ، أقتطف قبضة من الحبق ، أفركها بين راحتي لأغدي بعبقها تجاويفي .. رائحة الموت، أنياب تلتهم الغادين ، همهمات وهمس !! خلف كاميرا المحل أسمح لعيناي بتفحص المكان ، أتنصت ، أراقب حركات الرموش ، الإبهام ، كلما لوح أحد المرور بالسلام أصبح موضوع الحلقة، نظراتهم تغادرها البراءة ، تمزق سكاكينهم لحوم بعضهم ، يتبادلون الأدوار ، يستعذبون الغمز والهمز ، يبحثون عن ضحية جديدة ، يقضمون ما تبقى من إنسانية  ، نطاق رؤيتهم كالشع ، كلما علق أحدهم بين خيوطه تسابقت العناكب على ٱمتصاص جوفه ..  عيناي جاحظتان  في شاشة كاميرا المراقبة ، أتابع مشهدا يتكرر، لا جديد فيه ، يفتقد عنصر التشويق ، بدأت تصغر الشاشة في عيني ، تصغر معها الشخصيات ، تتقزم ، تتحول كائنات لا مرئية ..  -ماذا أفعل هنا ؟! قات...

*** رباط لا مفر منه ***

صورة
الأديب/ أبوالقاسم محمود  / يكتب  رباط لا مفر منه رباط لا مفر منه  يكظم غيظه، يهرول ساعيا للهدوء، هاربا من ضجيج التجمعات إلى سكينة الإنزواء، مكتوب أعلى القوس الإسمنتي ساحة العشاق، يقتحم المحبون مثنى مثنى.. شارد الذهن ، تلتقط مخيلته الصور ، ٢ بعيدا عن البيت ، صار في منأى عن نشاز الأصوات التي تمزق دواخل أذنه ، تهيج لديه القولون العصبي فيبتلع العقار قبل الأوان .. لوحات العناق ، همسات تغري بالمتابعة ، يتذكر مسامعه المحشوة بقطع القطن ، تدفعه غريزة الفضول للتخلص منها !! لأول مرة يستشعر أهمية السمع ، رحابة المكان الخالي من خصومات الجيران وصراعات النساء من خلف النوافذ وأصوات الأجهزة الكهربائية التي ترفع عنادا في مجتمع يعد ساعات نومك ويحسدك عليها ، يطلق المنبهات دون الحاجة لها ، يصرخ لنداء القريب.. أذناه المتعبتان تستأنس آهات تلج طبلة الأذن كسمفونية تبعث على الحياة، أصابع  متشابكة ، خصور محاطة بأيادي منهمكة في تحقيق الوحدة .. ضحكات وهمسات يفتقدها الحي الصفيحي..  حيث كل شيء مزعج حتى قطرات السماء وهي تقبل  الأسقف القصديرية، يدوي ٱرتطامها كشظايا العذاب، الماء بين دروب (...

*** مقيدان ***

صورة
الأديبة/ جمانة درويش  / تكتب   مقيدان مقيدان تأمل عصفوره كثيراً ، قبل أن يحرره عندما فتح باب القفص طارا معاً جمانة درويش

*** الحب يصنع المعجزات ***

صورة
الأديبة/ رومي الريس  / تكتب  الحب يصنع المعجزات  بقلمي رومي الريس بعنوان/ الحب يصنع المعجزات دعيه يتزوج... أريد أن أرى أحفادي .... هذا حقي صرخت نسرين بوجه حماتها  كفى....كفى وغادرت المكان وهي في حالة يرثى لها  تركت مسكن الزوجية وذهبت لمنزل والدها ارتمت بين أحضانه و انهمرت الدموع من عينيها كشلال متدفق احتضنها وقبلها بحنان و هدأ من روعها أخبرته برغبتها في   طلب الطلاق من زوجها عاصي على الرغم من معرفتها أنه يحبها بجنون لكنها قررت أن تضحي من أجله  كي يستطيع أن يتزوج بامرأة أخرى لإنجاب أطفال  ما عساها تفعل ؟ لقد حاولت المستحيل حيث زارت عيادات النساء والولاده داخل وخارج البلاد  لكن دون جدوى لقد أجمع الأطباء على رأي واحد وهو استحالة حدوث الحمل إنها مشيئة الله  لقد استسلمت للقدر تحولت إلى حطام إنسان إلى كتلة من الصمت و الحزن واللامبالاة  ياله من أمر صعب أن تحرم من تحقيق حلم الأمومة  لكنها تحملت و صبرت لقد ساندها زوجها و غمرها بحبه وحنانه  لكن على النقيض كان رد فعل حماتها لقد مارست الضغوط  عليها حتى اضطرت للرحيل في آخر ال...

الأعمى

صورة
  قصة ~ الأعمى  الكاتب ~ محمد وسوف ~ يكتب ... ~~~~~~~~~~~~~~~ :الأعمى التقيت به منذ مايقارب العشر سنوات، عندما كنت في عيادة طبيب الأسنان، رأيت شاباً يصعد درج البناية مترنحآ،وهو يحاول لمس الحائط ليستند إليه، ثم صاح: فليساعدني أحدكم، فهرعت إليه لأسنده كان الإعياء يبدو واضحآ عليه، استعلمت منه عن بيته فقال أنه في الطابق الثالث، أخذته وطرقت الباب ففتحت أمه وصرخت في وجهه: ياويلي، ألم أقل لك لاتذهب!؟ دخلت معه ووضعناه على سريره، شعرت بقوة تقول لي ابق بجانبه، جلست بقربه قرابة الربع ساعة حتى كسر الصمت قائلاً: 《 أشكرك ياسيدي، اسمي عيسى وأعرف هنا في الحارة بعيسى الأعمى، أنا ياسيدي شاب أعمى وتأتيني نوبات غثيان قد تؤدي إلى الإغماء أحياناً لذلك طلبت مساعدتك》 《لاعليك، اسمي محمد استاذ فيزياء في مدرسة خاصة》 طلبت مني أمه أن أتركه يستريح قليلآ، جلسنا في غرفة الضيوف وقصت علي قصته 《عيسى ولدي الوحيد لم نرزق بغيره، هو اليوم في الصف الثالث الثانوي، قبل ستة أشهر من اليوم وبالتحديد في آخر يوم من إمتحانات العام الدراسي الفائت، كان يقف منتظراً أصدقاءه عند باب المدرسة حين انفجرت عبوة ناسفة استهدفت تجمع الم...

رسالة أم

صورة
 قصة ~ رسالة أم  الكاتبة ~ جكيرف سعاد ~ تكتب.... ~~~~~~~~~~~~~~~~~ رسالة أم أكتب إليكم اليوم وأنا في أرذل العمر، أذكِّركم بالذي كان،، أنا لست قطعة أثاث قديمة تُهمل  في أي مكان،، أنا جوهرة مكنونة،،أنا أغلى من أي إنسان، لست أجيرة عند أحدكم،أنا إنسانة لها كيان، خدمتكم بحب وعاطفتي كانت  عنواني، لم أبتغ غير شكركم والعرفان، لكنكم خذلتم من كانت ومازالت نبع الحنان،، احذروا سخطي؛ فدعواتي حارقة  كحمم بركان،، ورضاي سعادة  وسكينة نفسٍ ورضا للرحمان،، أحن إليكم،وأحن إلى قعدات زمان، إلى ابريق القهوة الأزرق و خبز الزيتون ومربى دبس الرمان،، أحن لقبلات الصباح و أحضان الليل التي كانت لكم عهد أمان أحن لورد المساء وقراءتكم للقرآن،، رغم الهجر وكسرة القلب، مازالت أنتظر في غرفتي وحيدة أحكي قصة وجعي للجدران،، فهلاّ رحمتم قلب أم تعبان أوجعه عقوقكم له والخذلان؟                                                بقلم:جكيرف سعاد